مقالات

وقت إضافي

أدوار تثقيفية للزوايا الصوفية

بالرغم من الصعوبات التي يواجهها الكتاب في بلادنا والبلدان العربية وبلدان العالم عموما من حيث صناعته وتوزيعه وعرضه ،إلا أننا بن حن وآخر تصادفنا بارقة أمل تسعدنا وتغبط المهتمن بالكتاب و تخبرنا بأن بن ظهرانينا من لايزال يهتم بهموم الكتاب ويحاول جاهدا العمل على نشره وانتشاره وتصحيح مفهوم تراجع الكتاب الورقي في ظل التطور الذي يشهده الكتاب الرقمي الذي بدأ يفرض نفسه كمصدر معاصر وأساسي لنشر العلم و المعرفة وبدي ا عن الكتاب الورقي كما يرى الباحثون والمهتمون بصناعة الكتاب. قلة المعارض في بلادنا ونذرتها وتراجع الاهتمام بتنظيمها وإقامتها (من دون أن نبرر تقصير الجهات المعنية) هي ليست مشكلة وطنية بقدر ماهي واقع جديد فرضه التطور التكنولوجي والطفرة الرقمية التي تشهدها المعمورة وأثرت على واقع الكتاب والمطبوعات الورقية عالميا ولكن بالرغم من ذلك وغيره لازلنا نجد من يهتم بالكتاب ويحرص على نشره وانتشاره سواء بتشجيع أعمال التأليف والترجمة أو من خلال إقامة المعارض السنوية للكتاب .. زاوية الشيخ عبدالس ام الأسمر الفيتوري بزلين إحدى المؤسسات الوطنية التي لازالت تحرص على تنظيم معرضها السنوي للكتاب وللسنة الحادية عشرة حيث وظفت مناسبة ما يعرف ب (المزار) الذي يقام في الثاني من شوال من كل عام احتفاء بعيد القطر المبارك والذي يشتمل على عدد من الفعاليات الدينية التي يشارك فيها ويحضرها إضافة إلى متساكني المدينة مئات الزوار من مختلف المدن الليبية الأخرى، الذين ينتظمون وبشكل عفوي منذ عشرات السنين في مهرجان ديني كبير تصاحبه بعض الفعاليات من وقفات معايدة وتعارف بن الزوار ،وحلقات للذكر، وبعض الفنون الدينية، إضافة إلى سوق شعبي مفتوح لألعاب الأطفال في أجواء دينية واجتماعية مبهجة .. ولعل أهم ما أضيف لهذا المهرجان الديني الكبير هو إقامة معرض الإمام عبدالس ام الأسمر الفيتوري للكتاب والمخطوطات والوثائق والخط العربي بحضور ومشاركة العديد من دور النشر والمكتبات العامة والخاصة من مختلف المناطق والمدن الليبية .. هذا المعرض الذي حول مناسبة المزار إلى مناسبة علمية بامتياز، تعرض فيها أحدث الكتب وأقدم المخطوطات والوثائق التاريخية وفي مختلف مجالات العلم والمعرفة للتأكيد على الدور العلمي التاريخي لهذه الزاوية العريقة . في دورة هذا العام والمرقمة بالدورة الحادية عشرة والتي أقيمت في الفترة من 11 إلى 15 إبريل 2024 م تميزت بتوسع أجنحة المعرض ليضاف إليها جناحا للخط العربي وآخر للمقتنيات والمنحوتات الشعبية .. ولقد شهدت مشاركة عددا من دور النشر الوطنية أهمها
■ مركز الزاوية الأسمرية للوثائق والمخطوطات وحفظ التراث .
■ الدار الأسمرية لنشر وتوزيع الكتاب .
■ مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة .
دار أويا لنشر وتوزيع الكتاب/ دار ومكتبة ابن نصر لنشر وتوزيع الكتاب/ دار الفضيل لنشر وتوزيع الكتاب/ مكتبة علاء الدين : لنشر وتوزيع الكتاب/ دار المستقبل لنشر وتوزيع الكتاب : جامعة مصراتة . مؤسسة الطفل: كلية الدعوة . وأصول الدين: بالجامعة الأسمرية الإسلامية . كما شارك الخطاطن ابراهيم المصراتي وسالم الدغيس بأعمالهم الفنية إضافة إلى متحف الزنداح للتراث. كانت دورة متميزة شهدت زخما كبيرا وحضورا فاعلا للباحثن والأكاديميين وأساتذة الجامعات ،كما وفرت طيلة أيام العيد فضاء علميا لكل المتعطشن للكتاب والقراءة، خاصة وأن أجنحة المعرض تضم كتبا شملت كل المجالات العلمية والمعرفية إضافة إلى كتب الناشئة و الأطفال والكتب الثقافية المنوعة السؤال الذي تكرر على مسامعنا ونحن نتجول داخل أجنحة المعرض سواء من القائمن على المعرض والدور المشاركة أو من الرواد والزوار وهو لماذا غابت وزارة الثقافة للعام الثاني على التوالي عن المعرض؟! غيابها عن الدعم والمشاركة في رعاية المعرض ،وكذلك غياب من يمثلها عن حضور فعاليات الافتتاح ،كما كانت تحرص في السنوات السابقة .

* الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى