مقالات

أما بعد

خراريف يوم الصحافة أنا مشوياً أو مقلياً أو مطبوخاً

خرافة 1
ركنت سيارتي أمام محلات النسر المقابلة لمستشفى الزاوية وهو ركن ركين لا تأتيه المخالفات المرورية لا من بين يديه ولا من خلفه إلا في هذه المرة باعتباره يقع في منطقة بيت القذافي الذي زاره ذاك اليوم وأقام فيه لساعات .. أنجزت معاملة في المحلات وعدت إلى السيارة فوجدتها مطوقة بضباط المرور وأفراد من كتيبة الحرس الذي يمتشقون البنادق ويسدون عين الشمس .. ووجدت رافعة المرور توشك أن تنهب السيارة فتقدمت من الأفندي النقيب والذي طلب مني أوراق السيارة فسألته عن السبب فرد بسؤال : (قصدك انت ماتعرفش شن فيه) . تظاهرت بعدم علمي بوجود القائد ! على مسافة أمتار وصرخت فيه منبها إياه بانه لا ينبغي ان يتحدث عن أمر كهذا إلا إذا بثت وكالة الجماهيرية للأنباء خبرا يتعلق بذلك .. ورفضت تسليم الأوراق ورفعوا السيارة إلى مركز المرور في نهاية نفس الشارع فلحقتها مشيا واستلمتها بهاتف من صديقي عقيد الجديدي رئيس النجدة والمرور حينها .. كان أجدع صحفي في البلاد لايستطيع كتابة حرف حتى عن طائرة مدنية سقطت امام عينيه وشاهد من مكتبه شعار الخطوط الجوية الليبية على بقاياها وشاهد الموتى بسببها بالمئات من زجاج مكتبه في عمارة المرش وهو يمسك بقلمه لكتابة عمود اليوم الموالي وكان عليه ان ينتظر حتى تقوم السيدة المبجلة وكالة الجماهيرية للأنباء ببث الخبر وتوزيعه مقتضبا أو مفصلا أو مزورا فإن لم تفعل فعليه أن يعتبر ما رآه مجرد أضغاث أحلام لمستيقظ رعديد فإن كتب واخترق الخبر اسوار برلين الرقابية فتهم الانتماء الى الموساد وتهم تسميم خزانات الماء جاهزة .
خرافة 2
نشرت صحيفة الجماهيرية مقالا يتعلق باستيلاء ضابط كبير على أرض حكومية هامة جدا بيعا وشراء وبسعر محتشم لا يتجاوز البضعة آلاف بينما يؤكد خبراء بأن قيمة الأرض تصل إلى المليون عندما كان المليون مليارا بمقاييس اليوم وبمجرد صدور العدد متضمنا المقال قام الخويلدي الحميدي بتشكيل لجنة برئاسة عقيد للتحقيق في موضوع المقال وقامت الجهة الحكومية بالعدول عن بيع العقار ورد المبلغ المالي إلى الضابط الكبير وقام الضابط باستدعائي على نحو اجتماعي ودود شارحا لي تضحياته من أجل ثورة الفاتح من سبتمبر العظيمة !! مؤكدا بأن الأصابع السحرية عنده تشير بالبنان إلى أنني صاحب المقال وأنه رفض مقترحا من بعض عناصره بجلبي له مشويا أو مقليا أو مطبوخا ولحظتها سقطت أصابع ضيف غزال المبتورة رحمة الله عليه امام عيني .. شكرته على رفض مقترحهم لأنني كنت أتمنى ان أكون مسلوقا او مطهيا في بورديم .
خرافة 3
هاتفتني سيدة ودعتني لزيارة بيتها والوقوف على معاناتها وأطفالها الأيتام بسبب إقامتها في (بدرون) إحدى العمارات السكنية الجامعية بالزاوية وكيف حولت غرفة مفاتيح كهرباء العمارة إلى مطبخ وغرفة نوم فكتبت أسطرا عن وضعها المزري ونشرته هذه المرة في موقع الوطن الليبية الالكتروني فأبكى أمة من الناس وحظي بتعليقات ساخطة ناقمة على النظام خاصة السطر الذي جاء فيه (هؤلاء أطفال ليبيون يذهبون صباحا إلى المدرسة فيكتبون على السبورة عبارات عن حب الوطن ويعودون في المساء ليخرجوا الدفاتر من حقائبهم وليكتبوا في كراريسهم عن حب ليبيا ثم ينامون ليلا في غرفة الكهرباء) طاردني بسببه وزراء إعلام وداخلية وسقطت هذه المرة جثة ضيف غزال كاملة أمام عيني ولولا ألطاف الله تعالى و تدخل السيد عبدالرزاق الداهش لصالحي لكنت اليوم ربما (نسيا منسيا) . والحق أقول إنه يكذب الصحفي الليبي المخضرم الذي عاش زمني سبتمبر وفبراير إذا قال بأنه التقىبوجه حرية الصحافة السمح قبل فبراير أو بعدها سيان .

■ عبدالله الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى