مقالات

أصداء

مسارات متعددة !

استقالة السيد عبدالله باتيلي ممثل الأمين العام للامم المتحدة ورئيس بعثتها في ليبيا ، كشفت من ضمن ما كشفته أن لا توافق داخلي بين الأطراف الليبية على إيجاد حل للأزمة التي دخلت عامها الثالث عشر مع تغير لبعض المؤثرين على مشهدها السياسي . ورغم حدوث تغيرات وتوافقات بين دول منخرطة انخراطا تاما في الأزمة إلا أن ذلك لم ينعكس بالإيجاب عليها فظلت الأوضاع على ما هي عليه، حالة جمود وإنسداد لا تشي بأي انفراجة على المدى القريب . وهذا الجمود والانسداد هو الذي سرع بتقديم باتيلي استقالته بعد أن أدرك غياب الإرادة السياسية لأطراف النزاع الليبي لوضع حد للانقسام السياسي ، وهو ما حذا به خلال لقائه مع رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو (الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي) أن الاطراف الليبية حريصة على بقاء الأوضاع الراهنة على ما هي عليه ، وأنهم يرفضون الحوار ، وجميعهم مرتبطون بشركاء إقليميين ودوليين . وبناء عليه فإنه لا يرى حلا قريبا في الأفق! وإذا كانت هذه هي رؤية المبعوث السابق للاوضاع في ليبيا والتي اعتبرت تشاؤمية ، يصبح من الضروري أن نتساءل ماهي السيناريوهات المطروحة خلال المدة القادمة لحل الازمة الليبية ؟ ومن هي الجهة التى ستتولى ذلك ؟ هل ستواصل الأمم المتحدة دورها من خلال بعثتها في ليبيا خاصة بعد أن آلت رئاستها للأمريكية ستيفاني خوري ؟ التى ستعمل على جمع الفرقاء الليبيين على طاولتها في جينيف أو في مكان آخر ؟ أم سنشاهد جولة جديدة من مسار القاهرة الذي جمع (عقيلة والمنفي وتكالة) تحت مظلة الجامعة العربية وبرعاية مصرية ! وهو مسار له ما له وعليه ما عليه ويصطدم بعقبات عديدة على الأرض ؟ أم ستظل الأوضاع على ماهي عليه، جمود تام واستمرار للانقسام السياسي وللاستنزاف ؟ وفيما نرى أن أي جهود لحل الأزمة الليبية مرتبط بترتيبات إقليمية ودولية ، لا تتوفر الآن في ظل ما يدور في الشرق الأوسط ، وإلى أن تتوفر الظروف الإقليمية والدولية ستظل الأوضاع على ما هي عليه

*  عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى