مقالات

كلام على كلام

باتيلي .. شكر الله سعيك

وهو يقدم استقالته كمبعوث لأمم المتحدة في ليبيا وضع عبدالله باتيلي العالم في صورة الوضع في ليبيا عندما قال (إن الأمم المتحدة لا يمكن لها أن تتحرك بنجاح في ليبيا في وجود قادة يضعون مصالحهم الشخصية فوق المصلحة العليا للبلاد) منددا بكل وضوح بأنانية من هم في المشهد السياسي الليبي وغياب الإرادة السياسية وغياب حسن نية أولئك الذين وصفهم (بالمستفيدين والسعداء بالمأزق الحالي الذي تعيشه البلاد الأمر الذي جعلهم يناورون ويماطلون بل و يخططون من أجل إطالة امد الأزمة على حساب الشعب الليبي الذي يرغب في الخروج من هذه الفوضى) عبدالله باتيلي هذا هو المبعوث التاسع لأمم المتحدة إلى ليبيا الذي يصدم بالواقع الليبي المزرى والمخجل في نفس الوقت ويصدم بسعي دول إقليمية ودولية لإعادة تدوير الأزمة الليبية وإعادة تصنيع منتجاتها بما يخدم مصلحة كل طرف فيها وفي ظل هذا التوجه لا عبدالله باتيلي ولا غيره يمكن أن يصل إلى نتيجة تنهي مسلسل الفوضى في ليبيا طالما استمر الشعب في سلبيته المقيته وسباته العميق، فباتيلي لن يكون ليبيا أكثر من الليبين أنفسهم ولا يوجد أحد لديه (عصا موسى) تمكنه من أن يقنع الأطراف الليبية المتنافرة والمتناحرة بأن وطنهم يضيع ويتلاشى وسيأتي اليوم الذي لا يجدون فيه وطنا يحكمونه إذا ما استمروا في عنادهم، فالرجل عمل طيلة 18 شهرا على تقريب وجهات النظر بن الفرقاء الليبين وحاول مرارا وتكرارا أن يضع نهاية للأزمة السياسية في ليبيا فهو غير مسؤول عن النتيجة كما أنه غير مسؤول عن استمرار النهب الممنهج لثروات البلاد وغير مسؤول عن فوضى السلاح والاحتراب بن أبناء الوطن الواحد وغير مسؤول عن الانبطاح أمام التدخل الخارجي لدول من مصلحتها استمرار الأزمة التي تعيشها البلاد منذ 13 عاما، وبما أنه استطاع تحديد موطن الداء صار لزاما على أبناء الوطن الصالحن العمل على سرعة معالجة هذا الداء والأخذ بزمام المبادرة والثورة على كل من تسبب في الوصول بنا إلى هذا الأفق المسدود والزج بهم في مزبلة التاريخ وكل محاولة بعد الآن خارج هذا التوجه هي إضاعة لمزيد من الوقت وإمعان في ضياع وخراب ما تبقى من الوطن .. ولا يسعنا إلا أن نقول لباتيلي في ظل هذا الواقع المتردي سوى (شكر الله سعيك) وإننا لليبيا و إنا إليها لراجعون وإن طال النضال .

* عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى