متابعات

تطوير التعليم بين الواقع والطموح

تحسين جودة التعليم يتطلب جهدًا والتزامًا بالتحسن المستمر

التعليم مهنة ليست بسهلة فتبسيط العلوم المعقدة بطريقة يستوعبها الطالب مهمة عظيمه وهو اهم الحقوق الانسانية وعوامل التنمية والازدهار .. لكن التعليم في ليبيا يواجه العديد من التحديات والصعوبات التي تحول دون تحقيق طموحات المتعلمين والمجتمع فبين الواقع والطموح ، هناك فجوة كبيرة تحتاج إلى مزيد من الجهود والإصلاحات لتحسين جودة التعليم وفعاليته وانسجامه مع متطلبات العصر. نأمل أن يكون لدينا نظام تعليم قوى يستطيع تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق طموحاتهم. هذا قد يشمل تحسين جودة التدريس، وضمان أن جميع الطلاب لديهم فرصة لتحقق أقصى استفادة من التعليم. لبدا من توفر وسائل التعليم النشط . وسائل التعليم النشط وأثرها في العملية التعليمية : تعريف وسائل التعليم على أنَّها : الطُّرُق ، والأدوات ، والأجهزة التي يُكن من خلالها تقويم ، وتطبيق، وتخطيط المواقف التعليميّة ، ونَقْل المعرفة إلى الطلّب؛ بهدف الوصول إلى الأهداف التعليميّة ، كما أنَّها تُثِّل المُمارسات الفكريّة ،والعمليّة التي يُكن من خلالها تطوير العمليّة التعليميّة، وتحسينها، بالإضافة إلى تحسين أداء المعُلِمّ، ومُساعدة الطالب على تنمية قُدراته، وزيادة مستوى فهمه، وإدراكه، وتوفير الجُهد، والوقت عليه . أمّا مفهوم تقنيات التعليم : تنظيم مُتكامِل يشمل مجموعة من الموادّ، والأجهزة، والأدوات، والمواقف التعليميّة التي يلجأ إليها المعُلِّم ؛ لتوضيح فكرة ما ، أو شَرْح موضوع واجه الطلبة صعوبةٌ في فهَْمه .. فعمليّة التعليم والتعلُّم ، تهدف إلى رفع مستوى المناهج ، وتحس ن طُرُق التعليم ، وأساليبه ، بالإضافة إلى تحسين ظروف المعُلِمّ ، وتطوير قدُراته ، والوصول إلى مستوىً عالٍ من الإدراك ، والفَهْم عند المتُعلِّم أهمّ وسائل وتقنيات التعليم الحديث …
1 – الرحلات التعليميّة تتمثَّل في نقل الطلبة إلى أرض الواقع ، ومُشاهدة الحقائق التي يدرسونها في المنهج الدراسيّ ؛ لرُؤيتها على طبيعتها الحقيقيّة
2 – المعارض التعليميّة : وتتمثَّل في عرض الصور، والنماذج، والشرائح، والأفلام، وغيرها من الوسائل التي يُكن من خلالها توصيل فكرة ما، أو معلومة مُعيَّنة إلى المشُاهد، بعض ما تمّ عرضه في مختلف المناطق التعليميّة.
3 – اللوحات التعليميّة ، أو التوضيحيّة : وهي اللوحات التي تُستخدَم في شرح المادّة الدراسيّة أمام الطالب ، وتوضيحها، وهي على عِدَّة أنواع، ومن أهمّها : لوحة الطباشير أو السبُّورة : وهي الوسيلة التعليميّة الأقدم ، والأكثر انتشاراً.
4 – المجُسَّمات: وتتمثَّل بأشكال ذات أبعاد ثُلاثيّة، وتُستخدَم المجُسَّمات في العمليّة التعليميّة ؛ بسبب عدم المقدرة على جَلْب ما يُثِّله المجُسَّم إلى الفصل المدرسيّ، مثل: الكائنات الحيَّة،
5 – العيِّنات: وتتمثَّل بالموادّ، والأشياء ذات الطابع الحقيقيّ كما هي في الطبيعة، مثل: المعادن، والخشب، والصخور، والسوائل، والقماش، والنباتات.
6 – الرسوم: وهي تتمثَّل برسوم توضيحيّة، مثل: الخرائط، والرسوم البيانيّة، والرسوم التخطيطيّة المبُسَّطة، ويلجأ المُعلِّم إلى استخدام الرسوم ؛ لصعوبة الحصول على صورة حقيقيّة ، أو نموذج حيٍّ للشيء المرُاد شرحه.
7 – الصُّور: وتُستخدَم؛ لتوضيح موضوع ما، ومن الجدير بالذكر أنَّه يجب على المعُلِّم أن يُحسن استخدامها ؛ حتى تُقِّق الهدف من العمليّة التعليميّة
8 – جهاز عرض البيانات (بروجكتور): وهو جهاز تقنيّ يحتوي على مِجهر، وضوء، ويسمح بعرض الصُّور الشفَّافة المصنوعة من الزُّجاج، أو البلاستيك؛ بحيث يُكن للطالب رؤية ما لم يتمكَّن المُعلِّم من إحضاره إلى الصفِّ المدرسيّ، مثل: الأجسام الصغيرة ، أو الأماكن، أو خلايا الدم، أو غيرها من الموادّ.
9 – الفيديو، والتلفاز، والأفلام، والحاسوب: وتُستخدَم في العمليّة التعليميّة؛ بهدف زيادة تركيز الطلبة على المادّة التعليميّة، وتحفيزهم، وتعزيز قدُراتهم، ويتمّ من خلالها عرض الأفلام الوثائقيّة، والشروحات المصُوَّرة، التحديات التي تواجه نظام التعليم في ليبيا وسبل تطوره التعليم التقني النشط :
أ – الوضع الديموغرافي : وهو الذي يؤثر آليا في المنظومة التعليمية من خلال تحديد جزء الكثافة السكانية وعدد المؤسسات التعليمية ففي بعض المناطق مقفلة بسبب إنشائها في مناطق غير مأهولة بالسكان، في الوقت نفسه هناك مدارس الفصل الواحد تصل الى 60 طالبا.
اولا : الاهتمام بتوفير أكبر عدد من المؤسسات التعليمية حسب الكثافة السكانية فمن مشكلات التعليم في ليبيا عدم وجود العدد الكافي من المؤسسات التعليمية تغطي حاجات مناطق المزدحمة بالسكان مما كان له الاثر السلبي على العملية التعليمية.
ثانيا: ضرورة توفير بيئة تعليمية تقنية فيها تجهيزات علمية حديثة واتباع وسائل واساليب تحفيز المعلمين للطلاب والجهات التعليمية لتحقيق التعليم النشط.
ثالثا : التخطيط الواعي للجودة داخل المؤسسة التعليمية. إن تحسين جودة التعليم يتطلب جهدًا والتزامًا بالتحسن المستمر، وهو عملية طويلة الأجل تحتاج إلى دعم وإشراف دائم من جانب الإدارة والأطراف المعن الأسرة والمجتمع لهما دور هام في تحسين نظام التعليم في ليبيا. من تطوير المناهج لتلبية متطلبات القرن الواحد والعشرون وتدريب المعلمين على أحدث طرق التدريس الموارد : توفير الموارد اللازمة للتعليم هو تحدي آخر. هذا يشمل توفير مرافق تعليمية مناسبة، وكتب دراسية حديثة، وتكنولوجيا التعلم.
. أخرى تتعلق بالطلاب ، مثل ضعف دافعيتهم نحو الدراسة ، عدم استجابتهم للمثيرات التعليمية، ضعف شعورهم بالانتماء للمدرسة. كما توجد صعوبات تتعلق بالبيئة الصفية، مثل عدم توفر الوسائل والأدوات التعليمية، وجود فوضى وإزعاج في الصف، إدارة المدرسة لا تعير اهتماما للمشاكل المدرسية. وأخيراً، توجد
صعوبات إدارية وتنظيمية، مثل عدم مراجعة المناهج التعليمية وربطها بحاجات الطالب، التقيد التام بالمنهج التقليدي، عدم تشجيع المعلمين وزيادة دافعيتهم نحو مهنة التدريس، ضعف تفاعل أولياء الأمور في متابعة الأبناء نظام التعليم في بلادنا : نظامنا يعتمد على الضغط بشكل أساسي على الط اب، وإرغامهم على حفظ نصوص منثورة ، وأقوال مأثورة ، وكتابة واجبات مأهولة، وتسليم مّعدّات ومجسّمات كان من واجب الحكومة تسليمها للطالب لا العكس، فأخذت تحاول شغل عقله بما لا ينفعه واستنزاف وقته وطاقته، فيقضي الطالب جُل عمره الدراسي منغمسًا بين الكتب والأدوات . محاولً بهذا إرضاء المعلمين، وكسب الدرجات المؤقتة ؛ لتقوده فقط للعام الدراسي الذي يليه، وليس لإشباع رغبة التعلم لديه، وزيادة تحصيله العلمي ؛ لعدم وجود أي وقت فراغ للطالب ينمّي فيه مهاراته ، أو يمارس هواياته. المعوقات التي تواجه تطبيق تكنولوجيا التعليم : هناك الصعوبات والتحديات في مهنة التدريس ، والتي تؤثر على جودة التعليم وتحقيق الأهداف التربوية. بعض هذه الصعوبات تتعلق بالمعلم نفسه، مثل ضعف الإعداد التخصصي، عدم التزام بحضور الدورات والبرامج المعدة، عدم تقبل لوظيفته التعليمية، عدم التمكن من استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، والخوف من النقد والتغيير عدم مواكبة التطوير والبحث عن التجديد بالإضافة إلى عدم دراستهم لطرق التدريس الصحيحة، أو أصول التعامل مع الطلاب، ولا علم النفس التربوي، وجهلهم بسيكولوجية الطلاب وسلوكياتهم. على الرغم من أنّ الطالب في بداية مرحلته الدراسية لا حول له ولا قوة، إ لّا أنّ طلّب المرحلة الثانوية والجامعية ناضجون بما يكفي لتحمل مسؤوليتهم بأنفسهم. فهنا لا ينفع إسقاط اللوم على الحكومات أو المعلمين ولا حتى أولياء الأمور (إلا في بعض الحالات)، فالتعليم أصبح قرار الطالب شخصيًا، وهو من يتحمل مسؤولية إهماله وتقصيره وسائل التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني
التعليم الإلكتروني يستخدم العديد من الأدوات والآليات لتحقيق أهدافه. إليك بعض الأدوات المستخدمة في التعليم الإلكتروني:
1 – البث المباشر: يعتمد التعليم الإلكتروني المتزامن بشكل أساسي على محاضرات البث المباشر لتزامن وقت إلقاء المحاضرة مع وجود المعلم والطالب في نفس الوقت .
2 – سبورة تفاعلية : يتم التحكم بها عن طريق لمس الشاشة أثناء البث المباشر للكتابة عليها وتدوين الملاحظات خلال الشرح .
3 – غرف الدردشة : مهمة في التواصل بين الطلاب والمعلم، يستطيع الطلاب من خلالها الرد على أسئلة المعلم أثناء البث المباشر.
4 – مؤتمرات الفيديو: وسيلة مفيدة جدًا لخلق جو من التفاعل والنقاش بين المدرس والطلاب.
5 – البريد الإلكتروني: يستخدم كوسيلة بين المعلم والطلاب، حيث يمكن إرسال الرسائل النصية تجربة ليبيا في التعليم الإلكتروني: تتضمن العديد من الجوانب المهمة .
في الجامعة الليبية ، يتم استخدام التعليم الإلكتروني كأسلوب لإيصال المعلومة للمتعلم، حيث يتم استخدام آليات الاتصال للتعلم من خلال المرسل والمستقبل باستخدام الوسائل الحديثة مثل الحاسب الآلي وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونية. انتشرت في السنوات الاخيرة المنصات التعليمية متعددة منها مثل البوابة الليبية للتعليم الالكتروني تكفل للطالب التعليم عن بعد من المرحلة الابتدائية الي نهاية التعليم المتوسط دروسا تعليمية بجودة عالية علي يد معلمين وطنيين اخدوا على عاتقهم هدا المشروع الوطني وكانت له النتائج الممتاز بين تدريب واعداد المعلمين على وسائل التعليم الحديثة وتوفير دروس متكاملة والاختبارات (دروس اولاين عبر منصة التيمز) للطلاب بمختلف مراحل التعليم .. وفي ظل جائحة كورونا، شهد التعليم الإلكتروني اهتمامًا متزايدًا في ليبيا، على ك اً من مستوى التعليم العام والجامعي هذا يشير إلى أن التعليم الإلكتروني يشكِّل جزءًا مهمًا من استراتيجية التعليم في ليبيا. التحديات التي يمكن أن تواجه التعليم عبر الإنترنت:-
1 – الفجوة الرقمية : هذه الفجوة بين أولئك الذين يستطيعون الوصول إلى التكنولوجيا والذين لا يستطيعون الوصول إليها قد تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة في التعليم.
2 – الركون إلى التعليم التقليدي: صعوبة إلغاء التعليم التقليدي بشكل تام، واستبداله بشكل مباشر بالتعليم الإلكتروني.
3 – قلة مراكز الصيانة: المستخدمة في حل المشاكل التقنية وخاصة في المناطق البعيدة
4 – قلة توفر الأشخاص ذوي الخبرة والكفاءة : في مجال إدارة ميادين التعليم الإلكتروني.
5 – الحفاظ على تركيز الأطفال للدراسة: يعاني بعض الأطفال من مشكلة التشتت أثناء الدراسة بالمدرسة؛ لذلك تمثل عملية التعلم عبر الإنترنت بالنسبة لهم تحديًا كبيرًا.
6 – إنشاء روت ن يومي: في عملية الدراسة التقليدية هناك مواعيد محددة للحضور والانصراف من المدرسة.
7 – الموازنة بين مسؤوليات الأسرة والمنزل : في ظروف التعلم عبر الإنترنت، قد يجد الطلاب صعوبة في الموازنة بين مسؤولياتهم المدرسية والأسرية. فيحتاج هدا المشروع الي الدعم من وزارة التعليم من حيث تمك ن المعلم ن من دورات تدريبية علي برامج ميكروسوفت وادخل الرقمنة في العملية التعليمة ووسائل التعليم النشط .

■ هنية أحمد عبدالله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى