التعدّيات على حقوق الدولة والحق العام
كثير من المخالفين المتعدين على ردود الطريق والطرق والأرصفة ما عدا البيوت والمباني القديمة التي بنيت قبل المخططات المعتمدة والذين لم يعوضوا على أراضيهم وبيوتهم سابقا فقد ذهلنا تماما ونحن نشاهد كل عمليات الهدم بعد ابلاغ المباني المخالفة بهذه التعديات لمدة طويلة لاتخاذ التدابير المناسبة خاصة المحلات التجارية والمطاعم والصيدليات والورش وحتى مصانع ومعامل وغيرها. وقد باشرت شركة الأشغال العامة في الهدم في عدة أماكن ما كنا نظن بأنها أراضي متعد عليها حتى رأينا ذلك وأصبحت هباءا منثورا وأثرا بعد عين . هذه التعديات أستمرت لسنوات طويلة واستفادت من إيجارات المحلات والمساكن الملحقة وكانت الإيجارات عالية جدا لموقعها على مواجهة جوانب الطرق الملاصقة جلها للطرق الرئيسية المعبدة . المواطن المخالف والذي تم تعويضه سابقا أستمر بالتمتع بمداخيلها العالية رغم أنها استثمار في الحرام البواح , وبعضهم لم يتعاقد مع شركة الكهرباء والمياه فكانت مجانية تماما وكلنا نعرف بمدى صعوبة تفتيش الشركة المختصة لظروف انتشار السلاح وعدم كفاءة أجهزة الحماية الأمنية المكلفة بذلك . المواطنون من أصحاب المحلات والمباني المتعرضة للهدم بقوة القانون بدأوا بالتشكي والتململ والامتعاض من هدم هذه المباني المخالفة بالرغم عدم دفع أية غرامات أو محاسبة قانونية للتسبب للدولة والحق العام في سد الطرق والبناء على الرصيف والمناطق الخضراء والتسبب في حجب زوايا الرؤية المرورية وغيرها من الأخطار إضافة إلى كثير من الشوارع والطرق والأزقة الداخلية التي تخدم المواطن في التنقل القريب مغلقة ومقفلة بأسوار وجدر صفيح ومخلفات الأشجار والمباني وعدم قدرة سيارات الخدمات والسلامة والإنقاذ لدخولها كذلك مصاريف الكهرباء والمياه وخدمات الصرف الصحي وغيرها مازالت تهدر دونما حسيب أو رقيب خاصة في العشوائيات السكنية للأجانب والبيوت والمعامل والورش دونما ساعات أو عقود مع الجهات المختصة . أخيرا وجد المواطن البسيط حكومة ردت له حقوق أستولى عليها الآخرون بحكم حالة الفوضى والإهمال من كثير من الحكومات السابقة , وأدت إلى إعادة الأمل بتشكل جانب جمالي من المساحات الخضراء وتوسعة الطرق بما يخدم المواطن ويليق به ويسود القانون من جديد . كثير من التعديات على أراضي الغابات مازالت تحدث بعيدا عن أعين القانون دون ادع وصرنا نخسر مساحات خضراء هائلة سنويا مما يهدد البيئة والحياة الطبيعية , وكذلك تعديات الكثيرين على شبكات الكهرباء وكذلك شبكة أنابيب توصيلات المياه للمناطق دون حدود , والبناء العشوائي على أراضي النهر الصناعي وطريق السكة وغيرها , وكلنا نتطلع إلى يوم يبدأ فيه الأمن حملة لوقف هذه التعديات وحماية الموارد الوطنية والوطن من التفكك والضياع وتحية لحكومة عودة الحياة بحق.
■ محمد بن زيتون
