محليات

ظاهرة الطلاق وآثارها الاجتماعية والنفسية على الفرد والمجتمع

التفاوت الثقافي والعلمي والاجتماعي لأحد الزوجين من أهم أسباب الطلاق

شهد المجتمع في بلادنا ليبيا أزمة اجتماعية وارتفاعا ملحوظا في حالات الطلاق، ما ينذر بعواقب وخيمة يكون ضحاياها أسرا وأطفالا ومن ثم ارتفاع معدلات الجريمة والأمراض النفسية وبرغم تنوع وتتعدد الأسباب فإن النتيجة تبقى واحدة .. طلاق يهدد كيان المجتمع، خصوصاً أن القضايا في المحاكم تحتاج إلى بضع سنوات للبث فيها ، ما يجعل المشكلة أكثر تعقيداً خصوصاً تجاه المرأة الطرف الأضعف في المعادلة . ويُعتبر معدل الطلاق في ليبيا متوسطًا نسبيًا، حيث يبلغ حوالي 2.5 حالة لكل 1000 شخص وفيما يلي بعض التفاصيل :
* في العام 2019 ، بلغت حالات الطلاق في ليبيا حوالي 7476
حالة، متراجعة عن العام 2018 الذي سجل حوالي 9425 حالة طلاق
* ارتفاع حالات الطلاق في الفئة العمرية من (39 – 40) سنة و (30 – 39) سنة .
* معظم حالات الطلاق حدثت خلال السنوات الأولى من الزواج (4 -1) إحصائية حالات الطلاق التي شهدتها محكمة شمال بنغازي الابتدائية، قد تبين وقوع 313 حالة بالاتفاق، و 389 حالات بقرارات من المحكمة . وأظهرت وثيقة لمحكمة جنوب بنغازي الابتدائية أن حالات الطلاق بالاتفاق التي صدرت في محكمة الفويهات الجزئية عام 2018 ، بلغت 494 ، وفي محكمة البركة الجزائية 258 حالة. الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع معدلات الطلاق ؟. ارتفعت معدلات الطلاق في ليبيا بشكل كبير في الآونة الأخيرة ، فيما يرى بعض القانونيين بأن أسباب الطلاق تعود لتأثيرات الظروف
العامة في ليبيا، وظروف خاصة نذكر منها :
1 – الزواج المبكر : . زواج الفتيات الصغار في العمر وعدم مقدرتهن على تحمّل المسؤولية في الحياة الزوجية وربما عدم تمكنهن من الدراسة في ظل عبء الحياة الزوجية في آن واحد، سبّب حالات كثيرة من الطلاق، بسبب إخفاق أغلبهن في التنسيق بين الحياة الزوجية والدراسة والالتزامات الحديثة التي دخلت فيها الزوجة». الذي يؤدي إلى الطلاق السريع، وتسوء الأمور في حال عدم إكمال الزوجة تعليمها. و شبح العنوسة فتح الباب لفكرة للزواج المبكر مع صغر أعمارهن، وعدم إدراكهن الكافي بالحياة الزوجية .
2 – تدخل الأقارب وخاصة الأمهات في حياة الزوجين أحد العوامل المؤثرة في حدوث الطلاق .
3 – غياب التقارب في الأفكار والفارق التعليمي لأحد الأزواج من أهم أسباب الطلاق، بالإضافة إلى الفارق العلمي في الشهادات والمؤهلات العلمية ،
4 – الفارق العمري: سبب هام آخر، فهناك أزواج تزوجوا من بنات صغيرات ، وكان الفارق كبيرا في العمر سببا من أسباب الطلاق .
5 – انتشار تعاطي المخدرات والكحول بين الأزواج يمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية .
6 – التداخل بين أسر الزوجين: من المشاكل التي تؤدي إلى تفاقم الخلافات وحدوث الطلاق .
7 – عدم تلبية الزوج لاحتياجات زوجته يمكن أن يكون سببًا للطلاق .
8 – سياسة الدولة ومنح الزواج أفرطت الدولة في صرف منح الزواج للشباب الليبي، دون وضع دراسة حقيقية للصرف، ومن هنا تزوج الكثير من الشباب طمعا في منحة الزواج التي قُدرت بمبلغ 4000 دولار لكل زوج كمساعدة لهم في بداية حياتهم مع غياب إسكان الشباب والتعيينات الرسمية في الدولة، وبالتالي كان هناك إقبال كبير من الشباب على الزواج وارتفعت معدلات الزواج بشكل كبير .
9 – الحروب والنزوح الذي تعرضت له الكثير من العائلات الليبية أثّر بشكل سلبي على بعض العائلات التي افترقت بعد زواج دام سنوات بسبب اختلاف التوجهات السياسية وبين مؤيد ومعارض 10 — الوسائل الإلكترونية، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاطئ، قد ساهمت في زيادة الخيانات الزوجية وتفاقم المشاكل بين الأزواج . الطلاق يُعتَبَر من المشكلات الاجتماعيّة الخطيرة، ويمكن أن يكون له آثار سلبية على الأسرة ومن هذه الآثار:
* تفكّك الأسرة وانهيارها
* الطلاق يؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيار الروابط الأساسية بين أفرادها.
* يُخلّف جوًا من الخلافات والشقاق والعُنف، مما يؤثر بشكل كبير على الأسرة وعلى المجتمع . تأثير الطلاق على المرأة بعد الطلاق، تواجه المرأة آثارًا نفسية واجتماعية وصحية . وإلى تغيير في علاقات المرأة مع الأصدقاء والعائلة . قد يشعر البعض بعدم قبولهم لقرار الطلاق ويتجنبون التواصل معها . وقد تعاني من الضغط النفسي نتيجة التغيرات في حياتها بعد الطلاق والشعور بالذنب حتى إذا كان الطلاق خارجًا عن إرادتها، قد تلوم المرأة نفسها كما يزيد الطلاق من مستوى الاكتئاب والقلق لدى المرأة . واضطرابات في نمط النوم بعد الطلاق. وبصفة عامة يجب أن نفهم أن الطلاق يؤثر بشكل مختلف على كل شخص، ومن الأهم أن يتم دعم المرأة خلال هذه المرحلة الصعبة . (3) الطلاق واثره على الأطفال قد يعاني الأطفال من العائلات المطلقة من مشاكل خارجية، مثل اضطرابات السلوك، والانحراف .. بالإضافة إلى مشاكل السلوك المتزايدة، إذ قد يواجه الأطفال أيضًا مشاكل مع أقرانهم بعد طلاق والديهم. يؤدي الطلاق إلى ضعف التحصيل العلمي لدى الأبناء، حيث إن الأطفال عند حدوث الطلاق لا يستطيعون فهم التغيّرات ممّا يؤدّي إلى زيادة تشتيتهم وارتباكهم، والذي يؤدّي بدوره إلى التقليل من قدرتهم على التركيز في القيام بأنشطتهم اليوميّة.
* الفشل في العلاقات : يزيد الطلاق من إمكانية عيش الأطفال لحياة في علاقات غير صحية في المستقبل، حيث إنّ الطفل الذي تعرّض والداه للطلاق أكثر عرضة للمعاناة من صعوبة الحصول على علاقات صحيّة عند البلوغ، والفشل، وعدم النجاح في العلاقات العاطفية، ومن تطلّق والداهم أكثر عرضة للحصول بأنفسهم على ..
* الغضب والانفعال يشعر الأطفال في معظم الحالات بالإرهاق، ولا يعرفون كيفية الاستجابة للتأثيرات التي يشعرون بها أثناء الطلاق، لذا قد يصابون بالغضب أو الانفعال، ويكون غضبهم عادةً ناتجًا عن مجموعة واسعة من الأسباب، كما قد يُظهر الأطفال الذين تأثروا من الطلاق الغضب على والديهم وأنفسهم وأصدقائهم والآخرين، بينما يتبدد هذا الغضب لدى العديد من الأطفال بعد عدة أسابيع، لكن إذا – يمكن أن ينحرفوا على المستوى الأخلاقي، مثل تعاطي المخدرات ..

 

 

 

 

 

* كتبت : هنية أحمد عبد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى