مقالات

على ضفاف الوطن

المشهد الليبي

المشهد الليبي تجاوز كل خطوط التشظي والتمزق وتحولت الباد إلى كانتونات متصارعة على المال والسلطة واصبحت لغة البندقية والدوشكة هي اللغة المسيطرة لاستيفاء الحقوق ، دون النظر إلى انعكاساتها على ادامة الفوضى وما يترتب عليها من أضرار مباشرة على المواطن الذي يئن بن المطرقة والسندان ، والمتضرر الأول والأخير، يعيش في خوف ورعب تحت هاجس احتمالات اندلاع الحرب بن هذه الأطراف في أية لحظة وهو غير آمن حتى في بيته أوعلى ممتلكاته .. طبيعي ان هذا الصراع بن الأطراف الليبية ليس بمعزل عن الاطماع الدولية والاقليمية التي لها اليد الطولى في تغذية ودعم ودق طبول الحرب
الداخلية لتحقيق أهدافها في السيطرة على مصادر الطاقة في ليبيا ، والحيلولة دون الوصول إلى أي توافق من شأنه أن يعيد الليبين إلى رشدهم ورتق نسيجهم الاجتماعي الممزق .. ونسف كل الآمال في إجراء الانتخابات او حتى تشكيل حكومة موحدة تجمع الشتات الليبي شرقا وغربا وجنوبا ، ولذلك تم تقييد باثيلي وفريقه الأممي ومنعه من إطاق اية مبادرة يمكن أن تكون نقطة انطاق للوصول إلى توافق بن الفرقاء الليبين ما لم تراعي مصالح واطماع القوى الدولية والاقليمية وحصتها من الكعكة الليبية ، وتحجيم صلاحياته وبعثته وتحويلهم ، إلى مجرد محضرين لجمع الاستدلالات وتقديمها لمن يعنيهم الأمر دون العودة حتى للحكومة الليبية أو مجلس النواب أو ما يعرف بالمجلس الرئاسي أو مجلس الدولة واعتبارهم مجرد واجهات شكلية لا دور لهم فيما يخطط لليبيا ، وبالتالي فأن الأمر لا يعنيهم .. يحدث كل ذلك في ظل غياب وتغييب الوطنين وتهميشهم ، وهو ما يتم استغلاله ممن يعرف بالمجتمع الدولي الذي ، لايهمه ما يجري في الداخل الليبي ولا يكترث لما يتعرض له الليبيون من عبث و عمليات تهريب النفط مصدر الحياة الوحيد لليبين إلى دول الجوار بينما يعاني المواطن الليبي الفقر والحاجة والحرمان ومن سياسات التجويع والاذلال الممنهج تحت نظر ورعاية ما يسمى بالمجتمع الدولي والقوى الإقليمية المتداخلة في الشأن الليبي ، لأن كل هذه الأطراف مستفيدة من هذا التشرذم وهذه الصراعات القائمة بن الليبين وتحقق لهم اهدافهم في السيطرة على موارد الطاقة والقواعد والمطارات والموانئ الليبية ، حيث تلتقي مصالحهم ، وبذلك سيظل السيناريو الليبي مرشح إلى مزيد من التعقيد ما لم يعي من يتصدرون المشهد السياسي الليبي خطورة ما يجري ويخطط لبلادنا ..

* عون عبدالله ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى