مقالات

وقت إضافي

(ما بعد رمضان) كل عام والجميع بخير

انقضى الشهر الكريم شهر رمضان المبارك .. مرت أيامه ولياليه معطرة بالنفحات الإيمانية ومزدانة بالأعمال الصالحة والطاعات، سطعت فيه أعمال الخير وعجت فيه المساجد بالمصلين والمعتكفين ومرتلي القرآن الكريم. عشنا فيه أجواء إيمانية ليتها تصاحبنا طوال العام ، حيث أثثت أيامه ولياليه بالفعاليات الدينية من دروس ومحاضرات ومسابقات في حفظ القرآن الكريم والأحاديث والسيرة النبوية، شملت كل الأعمار والشرائح والفئات الاجتماعية ، فرأيناها تقام في المساجد ومراكز التحفيظ وفي المؤسسات التعليمية التي تنافست فيما بينها هذا العام على من ينظم المسابقة الأنجح وأفرزت لنا مئات التلاميذ الحفظة المتميزين، وكذلك شهدنا مسابقات قرآنية استهدفت أصحاب الهمم وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة الذين أثبتوا ومن خلال النتائج بأنهم لا يختلفون في شيء عن الأسوياء متى ما وجدت الإرادة وأتيحت لهم الفرصة للمشاركة وإبراز مواهبهم في حفظ وتجويد كتاب الله. كذلك تميز الشهر الكريم هذا العام بارتفاع وتيرة العمل الخيري في ظل ما تشهده البلاد من سوء في الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار وانعدام السيولة الذي تسبب في اختناقات مالية لعدد كبير من الشرائح والفئات بمجتمعنا، فكانت المؤسسات الخيرية خير مساند للمحتاجين والفقراء وعوضت بنسبة كبيرة إخفاقات وعجز الدولة ومؤسساتها الرسمية على توفير الحياة الكريمة لكل أفراد المجتمع ،في المناسبات الدينية خاصة، وفي مقدمتها شهر رمضان المبارك الذي كما يعرف الجميع تزداد فيه المصاريف وتثقل الأعباء على كاهل المواطن . فعلا كان كعادته شهرا طيبا ومباركا لانت فيه النفوس وتقاربت وتسامت فيه قيم التعاون والتضامن والتوادد التي عرف بها مجتمعنا الطيب منذ القدم . ولكن هل ستستمر الأعمال الصالحة التي عددنا بعضها طيلة العام ، أم أنها ستظل أعمالا موسمية
تنتهي وتتراجع وتيرتها بانتهاء شهر رمضان المبارك، فتعود المساجد شبه خالية من المصلين وتختفي التلاوات المباركة من مكبرات الصوت ، ويتوقف جل مساجدنا عن عقد الدروس والمحاضرات الدينية وحلقات الذكر، ويقل تنظيم مسابقات القرآن الكريم وإحياء المناسبات الدينية وبالمقابل هل سيغيب النشاط الخيري ويتراخى ويختفي داعمي مؤسساته في زحمة مشاغلهم الدنيوية وكأن فعل الخير والمكرمات موقوف على شهر رمضان وعند الشعور بمتاعب الصيام فقط ، ختاما ها هو رمضان قد غادرنا وكلنا أمل بأن يعود العام القادم وبلادنا وأمتنا العربية والإسلامية أفضل حال . عيد سعيد ومبارك .. وكل عام والجميع بخير.

* الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى