هناك ظاهرة هي من ضمن الظواهر التي تحدث وتتطور وتصبح خطيرة دون أن ينتبه لها المسؤولون ليقوموا بمواجهتها عبر الحلول الجدرية التي تقضي عليها، من ضمنها ظاهرة الهجرة من الريف إلى المدينة او هي الهجرة من بعض المناطق نحو مدن بعينها بسبب تمتع هذه المدن الوجهة بعدة مزايا ووجود عناصر جدب تفتقر إليها المناطق الأخرى ، الأمر الذي يضطر معه سكان تلك المناطق وأمام الظروف الصعبة التي يعيشونها إلى ترك مساكنهم والتحول إلى المدن التي صارت تمثل حلمهم الوحيد لما يتوفر فيها من سبل عيش لا تتوفر في المناطق التي يأتون منها ، وهكذا سنشاهد تكدس السكان في مدن معينه واختفائهم في مناطق أخرى ولعل هذه الظاهرة تمثل واحدة من أهم الأسباب الكامنة وراء ازدحام مدينة مثل طرابلس العاصمة على الوجه الذي نراه ، هذا ناهيك عن النتائج السلبية الاخرى التي تتمثل في انقراض بعض المهن مثل الزراعة والرعي وغيرها من المهن التي ترتبط بالمناطق الريفية والرعوية التي يهجرها سكانها باتجاه حياة الرفاه التي يرونها ويسمعون بوجودها في المدن ، وهذا يحدث وسيظل يحدث طالما أن كافة الخدمات الصحية والتعليمة وغيرها يتركز وجودها في المدن وطالما أن المناطق البعيدة تفتقر لأبسط سبل الحياة الضرورية على عكس المدينة التي توجد بها معظم الخدمات وبزيادة .
* أحمد غومة
