الرئيسيةمحلياتمقالات

أصداء

وصفة دينيس!

جهود البحث عن حل للازمة الليبية قادت لاجتماع لجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوي في الكونغو برازفيل برئاسة الرئيس الكونغولي “دينيس ساسو نغيسو”، والرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي رئيس جمهورية جزر القمر الاتحادية (عثمان غزالي) ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي (موسى فكي) .
هذا الاجتماع حضره السيد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بعد تلقيه دعوة رسمية من رئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو، الذي يترأس اللجنة . وهنا قد يبادر البعض ويتساءل لماذا حرص المنفي على حضور هذا الاجتماع ؟ وهل حضوره بروتوكوليا ، او على راي احد الخبثاء جولة على الماشي وتغيير جو ؟ الاجابة عن هذين السؤالين واحدة، المجلس الرئاسي اضطلع بموجب مقررات ملتقي الحوار السياسي الليبي الذي رعته الامم المتحدة في جينيف بين اطراف النزاع الليبي بملف المصالحة الوطنية الشاملة، وبناء عليه كان قد اعلن في 6 أبريل 2021 ، تأسيس مفوضية وطنية عليا للمصالحة تُفضي إلى حل الخلافات بين الليبيين ، واتبعه في 9 سبتمبر 2021 ، بإطلاقه مشروعه للمصالحة الوطنية الشاملة ، وفي إطار التحضير والإعداد للمؤتمر جاءت الدعوة والمشاركة من أجل إعطاء زخم اكبر، ولتطلع اللجنة على آخر ما تم التوصل إليه لعقد هذا المؤتمر ، وهو ما دعا اللجنة في ختام اجتماعها للترحيب باتفاق الاطراف الليبية على الاجتماع الذي سينعقد في مدينة سرت في شهر ابريل القادم . وقد يبدو ظاهريا منذ الان أن الامور ميسرة لانعقاد المؤتمر بعد الجهود والجولات المكوكية التي قام بها المجلس الرئاسي بين اطراف النزاع ، والتي أفضت للاتفاق على موعده ، الإ أن هناك جملة من العقبات التي قد تطيح بهذه الجهود في ظل تضارب الرؤي والمصالح بين الاطراف الليبية ، واستمرار التدخلات الخارجية ، إضافة لتواجد القوات الاجنبية والمرتزقة في الاراضي الليبية ، ولاننسي تنامي العقلية الاقصائية الرافضة لوجود بعض قوي في العملية السياسية . وعلى الرغم من رهان المجلس الرئاسي واللجنة الافريقية على نجاح مؤتمر المصالحة في تحقيق اهدافه ، ودون التقليل من الجهود الدولية لحل الازمة الليبية ، الإ أننا نعتقد أن المصالحة لن تتحقق من خلال مؤتمر او اثنين او ثلاثة ، لان حجم الضرر كبير جدا ، واجزم أن المصالحة قبل أن تكون قرار سياسي او رسمي هي قرار شعبي ينطلق من كل المدن الليبية بجبر الضرر ورد المظالم .. هذه هي الوصفة السحرية .. وهذا امر قد غاب عن دينيس ساسو نغيسو وجماعته.

* عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى