محلياتمقالات

القراءة..فائدة ومتعة

القراءة لتفويت الوقت فقط ليست مفيدة لأنها تفتقد للتركيز ونية الاستفادة مما يقرأه كل واحد منا …القراءة عادة يكتسبها الانسان بالاستمرارية لتتحول فيما بعد إلى حاجة يومية لا بد من اشباعها.. من لا يقرأ لا يمكن له أن يطور امكانياته كل ما يفعله حينها بقائه يراوح في مكانه بعيدا عن حقائق الحياة مما يؤدي به إلى الشعور بضيق الأفق ومحدودية فهمه لمعطيات عصره وما تنتجه الحياة من أنواع المعارف الإنسانية.. القراءة تمنحك القدرة على الإلمام بأحداث الماضي ومعطيات الحاضر وتمكنك من استشراف المستقبل بروح متفائلة مستوعبة لضرورات الزمن ومتغيراته وتمدك بالقدرة على معرفة الطريق الصحيح الذي يجب عليك أن تسلكه والطرق التي عليك أن تنأى عنها بعيدا …. القراءة تقوي الذاكرة وتتيح للعقل ميزة التذكر والتركيز وتقوي لديك ملكة الفهم والحفظ وتزودك بثروة لغوية تمكنك من التعبير عن افكارك بأسلوب واضح ومنطق سليم …. كثير من الأصدقاء يشكون لي من عدم قدرتهم على التعبير عما يجول في خواطرهم من أفكار ورؤى وسبب ذلك حالة الفقر الشديد التي يعانون منها وضحالة مخزونهم من مفردات اللغة التي لا يمكن الحصول عليها إلا بالقراءة المستمرة …وإن حالة الكسل عن القراءة وانعدام رغبة الاطاع لديهم هي سبب حالة عدم القدرة عن التعبير . القراءة تنمي قدرات الفرد والجماعة على حد سواء ينتج عنها واقع إيجابي يكمن في عدد المثقفن الذين يملكون القدرة على التحليل والنقد الموضوعي لمشاكل المجتمع وأزماته وإثراء حياته الثقافية والأدبية وخلق حراك فكري يدفع باتجاه حوار مجتمعي وهو ما يؤدي بالضرورة إلى خلق قواسم شتركة بن افراد المجتمع فتتحقق بذلك الوحدة الثقافية التي تشكل عنصرا أساسيا في وحدة المجتمع وترابطه القراءة عادة ومتعة إذا استمر الانسان عليها فإنها تصبح لديه ضرورة يحدد لها زمنا خاصا في برنامجه اليومي يحرص عليه وينقطع إليه مهما كانت مشاغله الأخرى وعلينا ألا ننظر إلى مقدار ما قرأناه ولكن يجب النظر إلى الفائدة التي جنيناها من مما قرأناه….فالإنسان لا يمكن أن يكون مثقفا ما لم يسعى بجهد ذاتي للحصول على تراكم معرفي يتيح له ميزة فهم الحياة وما تمليه علينا من مواقف وأفكار ، ومن هنا فإن القارئ الجيد يتميز عن الآخرين الذين لا يقرؤون لسعة أفقه وسلاسة تعبيره وغزارة معلوماته التفكير الإبداعي لا يمكن أن يتحقق إلا بالقراءة التي تلهمك بأفكار جديدة توسع مداركك في فهم ما يعترض طريقك من أفكار ومواقف وقناعات الاخرين انطلاقا من ان سعة أفق القارئ الجيد أوسع بكثير من ذلك الأفق المحدود الذي يقبع بداخله من لا يقرأ … فالتفكير الإبداعي لا يمكن أن يتحقق إلا بالقراءة التي تلهمك أفكار جديدة وتوسع المدارك من خال استيعاب مضمون الكتاب وتساعد على اكتساب التركيز الذي نحتاجه فيما نقوم به خال حياتنا اليومية …والانسان القارئ أقدر من غيره لامتلاكه رؤية أعمق وأوسع للآخرين وللعالم الذي يعيش فيه .. والقراءة أيضا تخرجك من تلك المشاعر الذاتية التي تحتويك لتكون أكثر فهما لآراء الآخرين ووجهات نظر أخرى سواء اتفقت معها أو اختلفت في المنطلق أو التفاصيل …فكل كتاب تقرأه يضيف إلى رصيدك المعرفي تجربة جديدة وتحصل من خلاله على فرصة عيش حياة أخرى دون أن تغادر مكانك باطلاعك من خال القراءة على حياة الشعوب ومسار تاريخ الأمم منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر وهو ما يساعدك على امتاك خيال واسع يكون مدخا للإبداع كما إن القراءة وسيلة من وسائل الاسترخاء للتخلص من التوتر الناتج عن أعباء الحياة وضغوطاتها عبر رحلة ممتعة ومفيدة حيث اثبتت أحدث الدراسات إن ستة دقائق من القراءة تهدئ الأعصاب المتوترة بنسبة 68 % وهو أمر كاف لتعيش حياة خالية من التوتر والضيق … فالكتاب أنيس ورفيق لمن أدمن مجالسته واعتاد صحبته وقديما قيل ..وخير جليس في الزمان كتاب فهو كفيل بأن يخرجك من الشعور بالوحدة التي تازم الكثير منا في بعض الأحيان . ومن هنا كانت القراءة متعة وفائدة ورياضة ذهنية تقوي ملكة الإبداع وتنمي الإحساس بالانتماء .. والقراءة أيضا غذاء للروح وتنمية لقدرات العقل فالإنسان يحتاج إلى الغذاء لاستمرار حياته وقدرته على الحركة والعمل والإنتاج والقراءة أيضا تشحن الروح بمشاعر راقية وأحاسيس إنسانية رائعة ومن هنا فإنني أدعو الحكومة إلى دعم الكتاب مثلما تدعم السلع الأخرى الضرورية للحياة حتى تتكامل شخصية الفرد جسدا وروحا وعليها أيضا دعم سعر الكتاب ليكون في متناول الجميع ..وعلى وزارة الثقافة أن تقيم بالبلديات مسابقات للقراءة الحرة وتخصيص جوائز لأفضل القراء كما إنني أدعو إلى إعادة حصة المكتبة للجدول الأسبوعي بكافة المؤسسات التعليمية وخاصة الأساسية منها .. وهذا لا يتأتى إلا إذا حرصت وزارة التربية والتعليم إلى إنشاء مكتبة بكل مؤسسة تعليمية وحتى يتحقق كل ما ذكرنا عليكم بالاعتماد على قدراتكم الذاتية في التحصيل المعرفي وصولا إلى المجتمع المثقف الراقي في حياته وتنوع أنماطها .

* عبدالله مسعود ارحومة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى