أطرح هذا السؤال على المسؤولين في بلادنا .. ماذا قدمنا لصاحبة الجلالة في يومها العالمي؟ .. وهل ينطبق علينا أن يكون لها يوم مثل ما للآخرين يوم، لهم نسترجع فيه ذكرياتها ونعدد إيجابياتها ونطالب بدعمها ونعالج السلبيات التي تعترضها .. بالتأكيد لانجد من يجيب لأن المسؤولين غير معنيين بهذا اليوم ولا يعيرون له اهتماماً . لأن الصحافة والصحفيين لا يعنون لهم شيئاً ويتحسسون منها ويخافونها بلا معرفه ويتجاهلونها بلا أسباب ويناصبونها التهميش والإقصاء بعدم الدعم والرعاية والاهتمام اعتقاداً منهم بأنها منغصة لأفعالهم ويتعمدون تجاهلها لأنها كاشفة لأسرارهم ومظهرة لعيوبهم وسلبياتهم .. وهي لم تكن كذلك .. الصحافة هى توفير المعلومات الدقيقة والمعلومات النادرة والأخبار المشوقة واللقاءات الواقعية والاستطلاعات الموضوعية .. وهي كشف للحقائق والقضايا المهمة وأساس دعم الديمقراطية وتعزيز الشفافية في المجتمعات .. الصحافة هي حق يجب أن يتمتع به الصحفيون الصادقون بعيداً عن الأنا وحب الذات … وقادرون على العمل بحرية .. دون إقصاء أو تهميش أو تهديد أو ضغوطات من الحكومات أو أية جهة أخرى تعيق عمل الصحافة والصحفيين وتُعثّر أو تصادر حرية التعبير .. الصحافة الحقيقية التي نجدد بذكرى يومها العالمي يجب أن تكون قادرة على نشرالأفكار والآراء دون قيود إذا كانت لاتخرج عن إطار القوانين المتعلقة بالتشهير أو التحريض على الكراهية .. فالصحافة الملتزمة هي التي تجمع ولاتفرق والتي يجب أن يقدم لها الدعم والإمكانيات لضمان وسلامة الصحفيين وحمايتهم من التهديدات والضغوطات والتعمد بشح الإمكانيات .. التي تحد من عملهم وتقلل من عزيمتهم وتؤثر على قدراتهم بعدم الاستقرار الأمني؛ يجعل من الصعب على صاحبة الجلالة نقل الأخبار ونشرها بحرية دون خوف أو إقصاء ونحن في بلادنا ليبيا لدينا تاريخ زاخر بالعطاء والعمل الصحفي .. لدينا كفاءات وخبرات ،، تواصلوا جيلاً بعد جيل بعطاء متميز يشهد له القاصي والداني رغم قلة الإمكانيات وشح الدعم وقلة عطاء المسؤول بما يجب أن يقدم للصحافة التي نحن اليوم في أمس الحاجة إليها .. الصحافة المستنيرة لتعزيز دور الصحفي وإصدار صحف ومجلات ومواقع الكترونية تكون فاعلة لرأب الصدع ومحاربة الظواهر السلبية واحترام حقوق الإنسان والمشاركة في صنع القرار من خلال الآراء المستنيرة المتعددة من الخبرات الصحفية والأدبية كتّاباً وفنانين ومن كل شرائح المجتمع . وعندما نجد المنابر الصادقة والفاعلة من صحفٍ ومجلاتٍ وندوات وأمسيات ودورات والتي فقدناها لعدم اهتمامنا ولازلنا لم ندرك بأنها قادرة على تغيير كل المفاهيم الخاطئة التي تحد من وحدة الصف والانطلاق إلى بر الآمان .. ونحن كلنا على قلب واحد حتى وإن اختلفنا في الرأي من أجل هذا الوطن الذي اكتوى بنار التهميش والعقول السلبية المتكلّسة التي لاتبدع إلا بالقيل والقال وكثرة البحث عن المال والتشبث بالكراسي والمناصب .. ولكي نكون قادرين على خلق صحافة وصحفيين، وتزدهر صاحبة الجلالة تحتاج إلى المسؤول القادر والعارف والمعني بأهمية دور الصحافة في هذا الوقت .. المسؤول الذي يعزز توفير المتطلبات للعمل الصحفي وخلق المزيد من المهارات اللازمة لممارسة مهمة الصحافة بشكل فعّال ليكون دورها بعيداً عن الصراعات الداخلية والتقلبات السياسية فالصحافة يجب أن تكون محايدة لاهدف لها إلا الوطن والكلمة الصادقة التي تبني وتعمر وتجمع ولاتفرق .. وحتى نكون شاعرين دائماً بأهمية اليوم العالمي لحرية الصحافة علينا أن نتجاوز كل المعوقات التي تعيق العمل الصحفي والصحافة في ليبيا، ويستوجب تكثيف الجهود المثمرة لتعزيز حماية حقوق الصحفيين ودعم البيئة الإعلامية والصحفية في بلادنا لأننا قادرن أن نغيّر كل المفاهيم التي تنير العقول وتدعو إلى المجاهرة بتوحيد الجهود والصفوف بإدارة صحفية قوية لاتجاهر إلا بالحقيقة ولاتقدم إلا ماتمليه الضمائر الخيّرة .
* عبدالله خويلد