ثقافة

موسم جز الأغنام

عادات وتقاليد وفلكلور شعبي متوارث

يبدأ موسم جز صوف الأغنام عادة نهاية فصل الربيع ويستمر إلى نهاية شهر مايو من كل عام ويطلق عليه في المنطقة الغربية من ليبيا (موسم جز الغنم) اما المنطقة الشرقية فيطلقون عليه (الجلامة) وهو بمثابة مهرجان سنوي يقام مرة كل عام الغاية والغرض منه هوا المحافظة على نظافة الماشية من الفطريات والحشرات العالقة والتي تؤخر نمو القطعان بشكل صحي هذا فض اعن الحصول على مادة الصوف التي تعتبر ثروة وطنية هائلة . هذا النشاط متوارث عند مربي الاغنام منذ قديم الزمن حتى أصبح من الموروث الشعبي في ليبيا وفلكلور بكل ما يصاحبه من فرحه واهازيج ومهاجاة واغانٍ خاصة بهذا المحفل حيث تقام الذبائح واصناف وأنواع من المأكولات الشعبية وسط احتفال لا يخلوا من العادات والتقاليد والتراث الذي يأبى الاندثار ومن المعروف لدى المربين انهم يستعدون لهذا الموسم قبل إقامته بمدة كافية من حيث تحضير الإمكانيات وتجهيز المكان وآلات الجز اليدوية وتبليغ الأقارب والأصدقاء بالزمان والمكان كذلك توفير الأدوية والعقاقير البيطرية اللازمة التى تعقب عملية الجز مباشرة وغيرها من المؤن والعتاد الخاص بالموسم .رغم مايصاحب هذا الموسم من فرحة وسرور وكأنه نزهة سنوية الا انه ليس بالأمر السهل لأنها تتطلب جهد وعناء كبيرين فالذين يكابدون عملية الجز يشجعهم ويحثهم على المواصلة كبار السن بإلقاء القصائد القصيرة والاهازيج لبث روح النشاط والتعاون ويقوم غيرهم من الفتيان بمسك الشاة وربطها لتقديمها للجز ويسمى )الغنام( في ما يقوم غيرهم بطهي وتحضير الأطعمة واخرون يقدمون الشاي واللبن وغيرها في مشهد غاية في الروعة .هذا ويعتبر موسم الجز ضمن اهم الأنشطة المتميزه المصاحبة لتربية المواشي والاغنام التي تدر ثروة وطنية كبيرة يجب الاهتمام والعناية بها .عند الانتهاء من عملية الجز بالكامل يقوم المربين بمداواة القطعان لقتل الحشرات والفطريات العالقة وطليها بمنقوع أوراق التبغ أو ببعض العقاقير البيطرية الجاهزة عقب ذلك يقوم المربي بفرز ما يمكن الاستمرار في تربيته عن ماقد يسوق من خراف استعدادا لموسم جديد وبعد تحديد إخراج الزكاة ينتهي بذلك الموسم بكل الفرح والأمل بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يعطي خيره بصيب نافعٍ يعم الأرض تأكل الاغنام من خشائشها دون الحاجة للأعلاف. وعلى هامش هذا الموسم إلتقينا بعض المربين من مختلف ظاهر الجبل وباطنه.= المربي علي يحي كريد – الحوامد.موسم جز الاغنام هي تضاهرة قديمة ذات صلة وثيقة بالمراعي في السهول والجبل والصحراء وهي عادة موسمية لها وقتها المحدد فهي تقام لغرض كسب الاصواف وتنظيف القطعان ومداواتها وفرزها ودائما ننتظر هذا الموسم بفارغ الصبر رغم العناء والتعب الا انه يضل مهرجان شعبي بهيج يبين التعاضد والتعاون وروح المشاركة ومازلنا نمارس كل الموروث الشعبي المصاحب لهذا الموسم وإقامته على شكل عرس يجمع كل الأصدقاء والأقارب ونتعاون كيد واحدة لأجل العمل على تكوين قطيع نظيف يدر على صاحبه الخير والبركة .= احمد عمار موسى _ الرجبان .انا واخوتي نمتلك قطيع نحاول جيدا التقيد بمواعيد جز صوف الاغنام الذي يلزمنا الحذر من العوامل الجوية التي ربما تؤثر على صحة الاغنام عندها نجهز القطيع بتنظيفه وتجهيزه وجزه لمواجهة حر الصيف من كل سنة ويبقى المشكل الأساسي ضياع ثروة هائلة من مادة الصوف الذي لم تعد تقام عليه مشاريع الغزل والنسيج المنزلي ولم نستطع تسويقه مباشرة وفي هذه المناسبة آمل من الدولة الاهتمام بهذه المادة الهامة وشراؤها من المربين على مستوى الدولة وتصديرها باعتبارها ثروة قومية تعود بالفائدة للجميع بدل تكديسها وأهمالها. = المربي خليفة عون البدراني _ البدارنة الغربية .موسم الجز أو الجلامة هو عبارة عن مهرجان سنوي له فوائد كثيرة خلال إقامته يجمعنا احباب وأصحاب ومربين وأقارب وكأنه اجتماع سنوي وعرس تراثي تميزه روح التكافل والتعاون وكل منا يقوم فيه بما يستطيع من عمل تغمرنا فيه الفرحة والسرور ونعتني فيه بارزاقنا وحلالنا ونهتم به ومن خلاله نستعد منه مباشرة لإعادة ترتيب القطيع وفرز المستهدف منه للبيع في الاسواق وما يمكن استمرار تربيته واختيار الفحول المميزة من السلالات الجيدة .= المربي القرآش خليفة سالم _ الغزايا . جز صوف الاغنام عملية متداولة ومتوارثه عند المربين للاغنام ابا عن جد تقام فيه طقوس خاصة من الفلكلور الشعبي فضلا عن ذلك فهي مورداً إقتصاديا لإدخال الصوف في الكثير من المصنوعات اليدوية المحلية وأن نذرت بشكل كبير في الاونة الأخيرة التي كانت تتركز في صناعة الالحفة والاغطية والوسائد وبعض المفروشات والمؤسف أن في السنوات الأخيرة أصبح يتكدس الصوف لفترات طويلة ويذهب ادراج الرياح في المراعي الواسعة دون استطاعة بيعه حتى ونحن في مناطق حدودية بيعه للاشقاء في تونس يعتبر تهريب ثروة وطنية خسارة وجريمة يعاقب عليها القانون، نأمل من وزارة الاقتصاد وكل المسؤلين الاهتمام بهذه الثروة ومحاولة الاستفادة منها باعتبارها من أهم الموارد البديلة في ليبيا .

* متابعة : خالد البدري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى