كنت بصدد جمع شتات أفكاري التي تتقاذفها مواضيع هامة عدة .. تتزاحم جميعها وتقتنص فرصة احتلال مساحة زاوية الأسبوع في العدد الجديد من صحيفة الوقت عندما طالعت منشورا على منصة الفيس بوك للزميل والإعلامي فيصل الهمالي أحد أبرز الاعضاء الفاعلين بنقابة الصحفيين والاعلاميين بالعاصمة والمنطقة الغربية وهو يناشد المواطنين والمؤسسات والدولة التي تنام في شهر العسل بعد ان تحول وعاء الشهر الزمني إلى سنين طويلة تنام فيها الدولة الهشة عن أولادها وعن معاناتهم وآلامهم وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والصحية والتعليمية نومة أهل الكهف .. يناشدهم السيد فيصل لإسعاف مواطن عربي وصفه بأنه من أساتذة الصحفيين والأعلاميين في البلاد وممن رهنوا شبابهم وحياتهم خدمة لهذا الوطن الجحود فوق بلاط صاحبة الجلالة رثة الملابس والتي لا جلالة لها. والمحزن المبكي أن فيصلا لم يكن يناشد الناس والسلطات للتعجيل بنقل الصحفي إلى مستشفيات ألمانيا أو بريطانيا أو حتى تونس على متن الإسعاف الطائر الذي خصصوه لنقل قادة وزعماء التشكيلات المسلحة إذا اصيبوا وإذا ألمّ بهم وجع أسنان أو تعكرت أمزجتهم دون أبناء الشعب المكلوم .. كما أنه لم يطلب للمواطن الصحفي المريض غرفة فاخرة في العيادات الفاخرة التي تنتشر في طول البلاد وعرضها بل إنه يناشد الناس والمؤسسات والدولة لتأمين سرير في أحد المستشفيات العامة التي لا يدخلها الا الفقراء والمساكين وما اكثرهم.. فالمواطن الصحفي هذا ينتظر شغور سرير في أحد المستشفيات العامة في العاصمة ليتلقى العلاج المناسب منتظرا دوره في أروقة وممرات أحد المستشفيات العامة الحكومية والتي كثيرا ما يطلبون من النزلاء فيها تزويدهم بكل شىء من الأدوية والأمصال والأجهزة وإجراء الصور والتحاليل والأشعة التي تخص المريض خارج مبنى المستشفى ومن مدخرات المرضى وذويهم المالية في زمن شح المرتبات وشح السيولة وشح الوفاء .. فعلا هو أمر مخز لكننا صرنا نعايشه منذ زمن طويل وربما من قبل فبراير وقد تفاقم هذا الأمر الجلل بعد فبراير وصار لزاما علينا أن نتعاضد لمواجهته …. السيد فيصل نكل عن ذكر اسم الصحفي والإعلامي الكبير الذي يرقد في ممرات أحد المستشفيات العامة منتظرا أبسط حقوق المواطنة المتمثل في حق العلاج في دولة ترقد على أنهار من نفط وغاز غير آسن وتعجز في نفس الوقت عن تأمين سرير لمواطن من مواطنيها في حالة السلم ربما حفظا لكرامته وحفظا لماء وجهه في هذا البلد الجحود . أخلص الأماني بالشفاء العاجل للمصاب والشكر الجزيل للسيد النقابي الإعلامي فيصل الهمالي ولزملاء النقابية الكبيرة سوزان بن نصر ولا نامت أعين الجبناء .. ولا نامت أعين اللصوص .. ولا نامت أعين الجاحدين .
■ عبدالله الوافي