مقالات

أصداء

حملة مضللة

ليس دفاعا عن وزارة الخارجية ، ولكن هي كلمة حق ردا على الحملة الشعواء التي يقودها بعض من أعضاء مجلس النواب والمدونين مدفوعي الأجر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الدفع المسبق تستهدف الوزارة والعاملين فيها حيث يجري ضخ معلومات مضللة تستهدف تضليل الرأي العام لتصوير الخارجية بأنها أكثر الجهات التابعة للدولة التي يصرف لها ميزانية بالمليارات . هذه الحملة المضللة بدأها رئيس لجنة الميزانية للبرلمان لأسباب شخصية وحولها لقضية رأي عام مستغلا المناكفات التي وقعت بين محافظ مصرف ليبيا المركزي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية على خلفية ازدياد الإنفاق العام وماتبعه من فرض ضريبة على بيع النقد الأجنبي للمواطنين . وإستمرارا لهذه الحملة خرج أحد النواب في لقاء مع قناة أتحفظ عن ذكرها وقال إن عدد الموظفين في السفارات وصل إلى مئة ألف موظف ، وإذا كان المتحدث مجنون فالمستمع عاقل ، فمن أين جاء النائب بهذا الرقم ؟ هل ذكره بناء على إحصاءات من الخارجية ام من ديوان المحاسبة ام من هيئة الرقابة أم أنه مستمد من وكالة قالوا ؟ لنمده ببعض الأرقام لعلها تعيده للواقع ، عدد موظفي السفارات يقارب ال 1500 أكثر من نصفهم من خارج وزارة الخارجية .. مرتبات السفارات شهريا 117.500.000 دينار ليبي .. مايعادل 24.000.000 مليون دولار عدد السفارات الليبية في العالم 144 سفارة ، وهذا العدد أملته أسباب لسنا في محل ذكرها الآن . لنذكر النائب ببعض الأرقام مرتبات مجلس النواب شهريا 5.550.000 دينار ليبي ويصرف لهم الباب الثاني شهريا 3.250.000 دينار ليبي، فيما مرتبات مجلس الدولة شهريا 3.600.000 دينار ليبي ويصرف الباب الثاني شهريا مبلغ وقدره 83.300 دينار ليبي ، طبعا دون الحديث عن باقي النفقات غير المنظورة !
■ هل يملك النائب المحترم إحصائية بعدد موظفي ونواب البرلمان ومحاسيبهم الذين فرضوا على الخارجية منذ العام 2011 وتم إيفادهم للعمل بالخارج رغم أن تخصصاتهم لا علاقة لها بالعمل السياسي أو القنصلي من قريب أو من بعيد ؟
■ هل يدرك أصحاب الحملة كم العمل الذي يقدمه موظفو السفارات سواء سياسيا أو إداريا أو قنصليا ؟
■ هل يدركون الجهد الذي بذلته وزارة الخارجية عبر سفاراتها منذ العام 2012 لتغيير الصورة النمطية السائدة على ليبيا بفعل الاقتتال الداخلي ؟
■ من ينظر لمرتبات الموظفين ويحسبها بالسنت هل يعلم كم تبلغ مصروفات الموظف من إيجارات وكهرباء وغاز و مواصلات تقتطع بالكامل من مرتبه ؟ الإحصاءات والأرقام لا تكذب ولا تتجمل . من الذي نجح في إعادة السفارات وشركات الطيران للعمل في ليبيا بعد مغادرتها منذ العام 2014 ؟ من الذي نجح في انتزاع قرار بعودة تجمع دول الساحل والصحراء لمقره في ليبيا ؟ من الذي يدافع عن مصالح ليبيا في المنظمات الإقليمية والدولية ؟ أليست وزارة الخارجية التي يستهدف موظفوها كل يوم عبر هذه الحملة الشعواء؟! لو كان غرض الحملة الإصلاح والتقليل من المصروفات ووقف هدر المال العام لصفقنا لها بقوة ، ولكن الهدف غير ذلك . لنرجع قليلا إلى تقارير ديوان المحاسبة والرقابة الإدارية عندها سندرك الحقيقة من وراء كل هذا ، وياليت الذين انتقدوا وزارة الخارجية كانت لهم القدرة على انتقاد مصاريف جهات أخرى .

 

 

 

عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى