مقالات

الحلقة الأولى

اللغةُ العربيةُ بين أصالةِ الشرقِ وتكنولوجيا الغرب .. محاولةٌ للتوافق والتيسير

اللغةُ العربيةُ وكتابتُها من السومريين ) الألف الثالث ق.م ( إلى المسلمين (القرن السابع ميلادي) المبحثُ الأولُ = لمحةٌ تاريخيةٌ عن تشكل اللغة العربية الأطوارُ الرئيسيةُ الثلاثةُ التي تشكلت من خلالها لغةُ
* القرآنِ الكريم: إذا سلمنا بأن التشكل العربي ببلاد ما بين النهرين قد بدأ مع حلول الأكّديين محل السومريين هناك، في حدود الألف الثالث قبل الميلاد، فإن اللغة الأكّدية التي انتشرت بين أصحاب الديانات القديمة (آشوريين وبابليين) هي بداية تكوين اللغة العربية الأولى السابقة زمنيا للغة العرب الشماليين (عدنانية) ولغة العرب الجنوبيين (قحطانية). وقد دل علم اللغة المقارن على أن اللغة التي كانت مستعملة في المدن مثل: أكّد وصور والأقصر وتدمر وقرطاج .. وغيرها هي عبارة عن لهجات لا تختلف كثيرا عن جذورها الأولى المستمدة من(اللغة العروبية الأم) أي اللغة السامية حسب تصنيف (شلوتزر). وإذا تمكنا من تخليص أنفسنا من عقدة التبعية لمذهب التقسيم التوراتي/الشلوتزري – إن صح التركيب ، فإننا سنرى بوضوح تام اللغة العربية وهي تتكون في رحمها الأول على ضفاف نهري دجلة والفرات، ثم نشاهدها وهي تولد في مدينة أكّد على أيدي (السركونيين)، ثم نتابعها وهي تحبو في مدينة بابل عند (الحمورابيين)، وتخطو خطوتها الأولى في سوريا مع (الكنعانيين)، وتتمتع بطفولتها بين أحضان (الآراميين)، وتقف شابة فتية في الحجاز عند (العدنانيين)، وتكتمل ويشتد قوامها في مكة المكرمة زمن (القريشيين) ! ومنذ أن نزل بها القرآن الكريم، وهي لا تزال في ريعان شبابها، فتية قوية، لا تبلى ولا تشيخ، ما دام إسم الله يُرفع من مساجد المسلمين في هذه الدنيا. تلك الحقبة الزمنية المديدة التي استمرت أكثر من خمسة آلف سنة من الآن، اجتهدنا في تقسيمها إلى أطوار رئيسية ثلاثة، لنرى من خلالها تدرج اللغة العربية بين ولادة ونمو واكتمال، حتى وصلت إلينا بهذه المتانة والقوة التي قررنا أنها لا تفتر ولا تتقهقر ولا تضمحل، مستفيدين في ذلك من أساليب المقارنة حسب ما توفر لدينا من مفردات ومعلومات حولها، ومقارنتها بما صنّفته معاجم اللغة العربية، حيث أننا لا نطمح للمزيد، ولا نعتقد أن هذا الأمر يحتاج إلى آلاف المفردات من هذه المرحلة لموازنتها مع آلاف المفردات من المرحلة التي تليها، كما لا نحتاج إلى معلومات أكثر حتى نثبت علاقة هذا القوم بالقوم الذي جاء بعده. فكل هذه الأمور أصبحت من مسلمات تاريخ العرب ولغتهم . وإنما غايتنا من هذا الصنيع هو إثبات أن العرب ولغتهم بدأوا في التكوين منذ دخول (سركون) إلى بلاد سومر وتشكيل السلالات الأكدّية العربية الأولى ….(يتبع).

* عبدالعزيز سعيد الصويعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى