مقالات

ميعاد

حين يموت الضمير

طالعتنا الأخبار المحلية خلال النصف الأول من الشهر الكريم ، عن وجود أكثر من حالة لطفل رضيع يعثر عليه بعض المارة ملقى على قارعة الطريق، هكذا في العراء لا أكل ولا غطاء ، وكأن القلوب ماتت والضمائر ماتت وكل ما هو إنساني مات ثم مات . وبقيت المظاهر وبقيت الأجساد تمشي تبحث عن الستر داخل الثياب وأي ستر لها بعض أن تركت بعضاً منها في العراء . هم على الأغلب أطفال الخطيئة ، لكن ما ذنب هذه النفس البريئة لتحمل أوزار الآخرين ؟ ما ذنبها لتكون هي الضحية فيذهب المجرمون بعد أن تخلصوا منها، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي بل قد يقيمون احتفالاً خاصا بمناسبة التخلص منها ، وهذه ليست مبالغة فيمكننا أن نتوقع كل شيء من مجرمين بهذه الدرجة من القسوة . في الحروب وفي الكوارث كثيراً ما تصادفنا صور آباء وأمهات قد قضوا وهم يحضنون أبناءهم ، يحضنونهم ليس حباً فقط بل لحمايتهم ولتكون أجسادهم ملاجئ تحمي أبناءهم ، ويفعلون ذلك بدافع الغريزة التي تحركهم بشكل عفوي ليكونوا فداءً لفلذات اكبادهم ، يمنحونهم الحياة ولا يهم قسوة الثمن الذي يدفعونه ، فأين أولئك من هؤلاء ؟ فأين ذلك الذي يلقي بفلذة كبده للظروف الصعبة وللموت والمعاناة فقط من أجل أن يدفن فضيحة سيظل يلاحقه شبحها مدى الحياة ، أين هو من اولئك الأبطال الذين تردنا صورهم تباعاً وهم يطوقون أبناءهم بأجسادهم في مشهد إنساني تقشعر له الأذان . لا نشجع على ارتكاب الخطيئة التي فيها معصية لأمر الله الذي حرم وفي أكثر من آية قرآنية على ارتكاب فاحشة الزنا ، لكن على الذين يقعون في المحظور أن يتحملوا نتائج فعلتهم بكل مسؤولية، وعليهم أن يواجهوا المجتمع الذي و بطبيعته المحافظة لن يرحمهم ، عليهم مواجهة القانون وأن يتحملوا كل عقاب يقع عليهم الذي ومهما كانت قسوته فلن يكون بقسوة اللعنة التي ستظل تلاحقهم ، وليتذكروا دائماً ان الله في الوجود يرى ويسمع وإليه ترجع الأمور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى