الرئيسيةمقالات

هل فعلا مشكلتنا في ليبيا سياسية أم أنها اجتماعية وبامتياز ؟!

سؤال جوهري يبحث عن إجابة ! من وجهة نظري أرى أن مشكلتنا وإن كان ظاهرها سياسيا فهي في الحقيقة مشكلة اجتماعية تتجسد في نفينا وعدم اعترافنا بالآخرين من حولنا و الذين هم شركاء لنا في الوطن وثقافة التهميش التي نمارسها ، بفعل (الأنا) وحب الذات و انا ومن بعدي الطوفان، التي جعلتنا نقيّم من يختلف معنا او نختلف معه وفقا للصورة النمطية التي نحملها عليه ونرسمها في مخيلتنا وليس بما نراه منه من عمل أو فكر ، وبذلك لن يحظى مهما قدم من مواقف أو مبررات قد تشفع له بصكوك الغفران او بشهادة حسن السيرة والسلوك التي تخول له مشاركتنا وتجعلنا نغير حكمنا على تصرفاته فنحن من اخترع المثل القديم ( معزة ولو طارت) فلا مجال لمراجعة مواقفنا أو تطويرها أو حتى الاستماع إلى وجهة النظر المخالفة للوقوف على نقاط التقصير أو القصور إن وجدت ، رغم أن خبراء القانون يقولون إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته .. ولكن لأن الاجتهاد قد أقفلت أبوابه وألقيت مفاتيحها في أعماق المحيط منذ زمن سحيق ! صارت الأنانية والتعصب والتزمت في كل شيء حتى إذا كنا على خطأ و غيرنا على حق وصواب ! و غابت كل القيم النبيلة والروابط الاجتماعية التي يكون فيها احترام الآخر والاستماع إليه دافعا للبناء والتواصل لتحل جملة من المفارقات الغريبة التي يطرحها مفهوم الأنا المسيطر على تصرفاتنا بكل أبعاده الأخلاقية والسياسية ، والتناقض المتعلق بفهمنا للحرية وعدم القدرة على التفريق بين مفهوم حرية الجماعة التي تهم الجميع ، والحرية الخاصة أو الشخصية التي تخص الفرد ولاتؤثر في حرية الجماعة من مبدأ (حرية الفرد تقف عند بداية حرية الجماعة) لحتى وصلنا إلى وضع تراجيدي بل مأساوي ، بات يفرض علينا ضرورة مراجعة وتفحص أسباب تنامي هذه العبثية وانعدام الثقة وسياسة التخوين التي أصبحت السمة البارزة في علاقاتنا وتعاملاتنا الاجتماعية ، و البحث عن أسباب هذا الجفاف ودراسة هذه الظواهر لوضع الحلول التي تعيد تماسك النسيج الاجتماعي ، وإعادة تنشيط ذاكرة الوعي الجمعي بمخاطر هذا الانحدار
الذي أتى على كل قيمنا وثوابتنا الاجتماعية التي كانت تميز المجتمع الليبي عن باقي المجتمعات العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى