نشر منذ أيام صديقي العزيز الصحفي علي الجوَّاشي بحثا نُشر في إحدى صفحات الفيسبوك عنوانه ” قصة الموسيقا والغناء كيف بدأ كل شيء “، البحث ترجمه باحث تونسي عنإحدى الصحف الأجنبية، ويتتبع نشأة الموسيقا منذ غابر العصور والأزمان، وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه من تطور في عصرنا الحاضر، البحث رائع وجميل وشامل ومفيد جدا ولكن يعيبه إصرار كاتبه على استعمال بعض الكلمات العاميّة التونسية في سياق البحث مثل: برشه ، ولّّات ، لقاوها ، كيفاش ، يضربو ، وين ، أنّو ، هذي ، يتجوّلو ، الّي ، متاع ، ممبعد ، نفسو ، ورّات ، وغيرها الكثير . وعندما علّقتُ محتجا على استعمال هذه الكلمات العامية التونسية، و وصل احتجاجي لناشر البحث على صفحته، علل ذلك بأن كاتب البحث متعوّد (متعوّدة كما قال عادل إمام !؟ في مسرحية شاهد ما شافش حاجة)، على استعمال تلك الكلمات العامية لتقريب المعنى للقارئ العادي (التونسي فقط مثلا!؟)، غير المثقف ؟ ليستوعب ويفهم ما ورد من معلومات دسمة في البحث العلمي المطوّل؟ هل هذا الرد مقبول ومعقول؟ وهل اللغة العربية تفتقر للتعبير عن معاني الكلمات العامية التونسية المذكورة؟ ونتذكر بهذه المناسبة شاعر النيل حافظ إبراهيم، رحمة الله عليه، الذي أشاد باللغة العربية وبيََّّن جمالها وروعتها في قصيدته، التي ورد في مطلعها: أنا البحر في أحشائه الدّرّ كامن .. فهل سألوا الغوّاص عن صدفاتي ؟
■ د. عبد الله مختار السِّباعي