الذكرى السبعون لتأسيس جمعية النهضة النسائية

ضمن الأنشطة الثقافية للمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية طرابلس بقاعة المجاهد أقيمت ندوة علمية بمناسبة الذكرى 70 على مرور تأسيس جمعية النهضة النسائية التي بادرت بإنشائها المرأة الليبية وأسست من خلالها أول جمعية أهلية ، قدم عرض مرئي للوثائق التاريخية عما قدمته المرأة من أعمال تزخر بالكفاح والنجاح على مر التاريخ حيث تعود الجذور التاريخية للاتحاد النسائي الليبي العام إلى بدايات العمل النسائي المدني المؤسساتي في عام 1954 م عندما صدر إشهار أول جمعية نسائية في الدولة الليبية الحديثة بترخيص صادر من وزراه العمل والشؤون الاجتماعية تحت اسم (جمعية النهضة النسائية) وتطور النشاط النسائي المؤسساتي حتى توج بصدور قانون رقم 111 سنة 1970 م وقانون رقم 106 لسنة 1975 م . وقد حافظ الاتحاد على دوره البارز في حياة المرأة الليبية بالرغم من الظروف التي مرت بها البلاد آخذاً على عاتقه التعريف بدور المرأة الليبية في جميع المحافل ودعم نشاطاتها وأدوارها محلياً ودولياً لتكون عنصرا فعالاً في بناء ليبيا بتعزيز حقوقها وتوفير السبل لدعمها وتمكينها لتنمية قدراتها خدمةً للوطن .. كان على رأس الندوة كل من د/ علي ارحومة والسيد/ محمد سعد الصغير وأيضاً السيدة / أسماء الأسطى والسيدة / أميمة البصير قدموا خلالها ورقات عمل بحثية تعريفية للجمعية النسائية بمهامها وأهدافها ورؤيتها المستقبلية التي تهدف إلى الوصول إليها كما واختتمت الحلقة بتكريم الرعيل الأول المؤسس للجمعية ومن بين الحضور عدد من الكُتاب والباحثين في شؤون المرأة وبعض القانونيين ونشطاء المجتمع المدني وبحضور رابطة الأدباء والكتاب ، هذه الأمسية جاءت بالتعاون العلمي والبحثي بين المركز الليبي للمحفوظات التاريخية والاتحاد العام للمرأة بجهد جاء بناءً على اقتراح من الاتحاد النسائي لتدور حلقاتها حول حركة النساء في ليبيا منذ أواخر العهد العثماني الثاني وحتى يومنا هذا ، المحاضرة تعتبر من أهم الندوات لتدوين التاريخ الاجتماعي للمرأة الذي لا يمكن فصله عن تاريخ المجتمع بجميع مجالاته ، (صحيفة الوقت) كان لها حضور لتغطية هذه المناسبة حيث استفتحت الأمسية السيدة / فتحية البخبخي رئيسة الاتحاد النسائي الليبي والتي جاء في حديثها بعد إلقاء التحية نحن في هذه الأمسية نسلط الأضواء على سنوات طويلة من العمل النسائي الذي يجهله الكثيرون في مجتمعنا معتقدين أن لا تاريخ لعمل المرأة والذي خاضته مجموعات نيرة من الرائدات الليبيات في جميع المجالات لرفع درجة الوعي في المجتمع بتعليم وتثقيف المرأة ومحو الأمية والتي شاركت بدورها في العملية السياسية والمحافل الإقليمية والدولية والقضايا الوطنية الكبيرة مثل حرب تحرير الجزائر وفلسطين وبعد ذلك انضمت الجمعيات الفرعية تحت مظلة رابطة المرأة الليبية برئاسة السيدة / خدوجة الشلي رحمها الله ، فقد برز العمل النسائي المنظم بتأسيس منظمة النهضة النسائية 1954 م على رأسهم السيدة / حميدة العنيزي رحمها الله ونشطت الجمعية الخيرية وأصبح لها فروع في طرابلس وسبها ودرنة ومصراته ، توقفت أعمال الاتحاد النسائي العام سنة 2011 م واستمر العمل بالاتحادات النوعية للعمل على ما استجد من ظروف صعبة نتيجة الأزمات المتعاقبة حتى تأسس الاتحاد النسائي الليبي العام واستلم مهامه رسمياً من خلال المفوضية العليا للانتخابات لتجسيد الاستحقاق الوطني للمرأة الليبية .
● وذكر السيد / علي ارحومة متخصص في الهندسة البرمجية وباحث وشاعر وكاتب في مستهل حديثه من خلال تقديم ورقة عمل تحمل اسم (منصة تاريخية حول نشاط المرأة الليبية) قائلاً : نشاط المرأة الليبية اليوم في شتى المجالات والمحافل لم يكن وليد العصر الحديث وتتميز المرأة الليبية بالمحافظة على خصوصيتها ومكانتها، كثيرة هي النماذج الرائدة في ميادين الشجاعة والتقوى والنضال، نماذج حقيقية كتب عنها المؤرخون الكتاب العرب والغرب .
● وشددت السيدة / أسماء الأسطى استاذ محاضر بطرق البحث العلمي المعهد العالي للمهن الشاملة الشموخ طرابلس ووزيرة الدولة المفوض لشؤون المرأة والتنمية المجتمعية في حكومة الوفاق سابقا، قدمت ورقة الجمعيات النسائية في ليبيا مقدمة تاريخية وبانوراما (بقولها) تاريخ التعليم للمرأة في بلادنا في أواخر العهد العثماني فقد اقتصر على مباديء تعليم الكتابة والقراءة ، جمعية نجمة الهلال بشقيها للرجال والنساء والتي كانت تجمع التبرعات لتنفقها على أعمال البر والإحسان هذا تاريخ نعتز به ولن نهمله حتى تتوارثه الأجيال من بعدنا .
● وركزت السيدة / أميمة البصير محكم دولي وخبير قضائي ومدرب تنمية بشرية
من خلال ورقة العمل (حتى لا نكون أثراً بعد عين) نحن نعاني من الافتقار لثقافة التوثيق للأنشطة النسائية في بلادنا؛ هذه المناسبة لإحياء الذكرى 70 لجمعية النهضة الخيرية النسائية للأعمال الخيرية والاجتماعية الثقافية تخللت الندوة طرح أوراق العمل بالإضافة إلى
تكريم الرعيل الأول المؤسس للجمعية ، لم يكن لدينا اتحاد نسائي عام يضم كل الجمعيات الخيرية قبل عام 2014 م الذي اجتمع فيه
بعض السيدات من الاتحادات الفرعية للتحضير كلجنة تأسيسية للتجهيز لانتخاب اتحاد نساء ليبيا العام وبسبب ظروف البلاد الأمنية آنذاك بقيت اللجنة تعمل ست سنوات متواصلة حتى 2021 م أصبحت تحت إشراف المفوضية العليا للانتخابات حيث تم الاجتماع ب 400 امرأة من جميع أنحاء ليبيا كل مجموعة تمثل مدينتها وقمن بانتخاب رئيسة للاتحاد العام الليبي العام للمرأة مع إثنين من نوابها فأصبح لدينا هيئة منتخبة تمثل النساء في كامل ربوع ليبيا لتسهيل العمل النسائي للبلاد . دق ناقوس الخطر بخصوص الهوية التاريخية الليبية فلا بد من التوثيق المؤرخ للمحافظة على تراثنا القومي وترميم النسيج الثقافي حتى لا نكون أثراً بعد عين ولا أن نسير خلف ركب الأمم وتندثر حضارتنا .
● وقدم السيد / محمد سعد الصغير باحث وناشط بالمجتمع المدني وإعلامي ورقة عمل (منظمات المجتمع المدني في ليبيا الحديثة 1929. 2024 م) مؤكداً بقوله هناك فرق كبير بين المجتمع الأهلي والمجتمع المدني فالمجتمع المدني مرتبط بما يسمى الفزعة وحمل الجماعة ريش، لا يحتاج إلى التوثيق ولا الترخيص والإشعار، أما العمل المدني ينشئ ويحل نفسه مستقلاً بعيداً عن مؤسسات الدولة جمعية تطوعية تستهدف خدمة المجتمع في كافة المجالات ونشر الوعي وتنمية القدرات لبناء الدولة ، حياة الإنسان تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، الأسرة والدولة والمجتمع المدني حيث يقوم المجتمع المدني بدور الوسيط بين الدولة والأسرة ، يحمل المجتمع المدني السلطة الخامسة بعد الصحافة ، لدينا إرث وجب المحافظة عليه من الاندثار والتلاشي أخذنا كلمات لبعض الحضور نذكر منها كلمة ..
● السيد / محمد سويدان ممثل عن الاتحاد العام للمجتمع المدني والمدير التنفيذي .. نؤسس حالياً سجلا للمنظمات يحدثنا بقوله أفحمنا الاتحاد النسائي بأصالته بامتلاكه تراثا عريقا في المعارف والإبداعات ، الحلقة العلمية كانت لتجميع الحلقات المفقودة من تاريخ الاتحاد النسائي الذي يعتبر محور للبنية التحتية للمنفعة العامة خدمة للوطن فمازال هناك الإبداع والابتكار ، ينظم الاتحاد النسائي عمل المجتمع المدني ليتمتع بكامل حقوقه المدنية ، تعرفنا على الرعيل الأول للمنظمة متمثلاً في السيدة / نجاة الحصائري ، أتمنى أن يتم استخدام الأفلام الصغيرة لتخزين وتوثيق كفاح التراث العريق للمرأة ومساهمتها في رفع ودعم المجتمع والصحافة لها دور في هذا الأمر ، وأختم كلامي بتوجيه رسالة إلى الإعلام وخاصة الصحافة أين أنتم اليوم لدعم وتشجيع المجتمع المدني بالرغم من دعوتهم للحضور
* ومن الحضور السيد .د/ محمد الجراري رئيس مجلس إدارة المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية يحدثنا بقوله في جمعنا التوثيقي من واجبنا أن نقوم بتوثيق كل تاريخنا الموروث الثقافي ومن واجبي ان أنبه المجتمع المدني إلى العولمة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان الفردية في الدين من باب الحرص داخل مجتمعنا حتى لا نصل لمرحلة الخروج عن القيم وجب علينا المحافظة والتمسك بالتراث العريق .

● متابعة وتصوير : سهام إبراهيم