فتح ملف استضافة المشاهير من قبل حكومات المملكة الليبية والجماهيرية والجمهورية وجرى الافتتاح عبر منصات التواصل وعبر بعض القنوات ومن بينها تلفزيون سلام وتحديدا عبر برنامج كلام الناس لمقدمته أمل الأربش وقد شاركت في تلك الحلقة التي أدلى فيها الكثير بدلائهم ومن أبرزهم السادة عماد العلام ويونس الفنادي وسالمة المدني ومشاركون عبر منصات البرنامج ..والقصة كبيرة وتتعلق بقيم كثيرة وقد تنطوي في بعض الأحايين على مخالفات وجرائم خطيرة تتعلق بضرب قيم القدوة لدى شبابنا المسلم كما يمكن أن تنطوي على جوانب إيجابية هامة إذا أحسنا اختيار الضيوف بما يتلاءم مع قيمنا وأهدافنا وأغراضنا .. والحق أقول إن التقرير التلفزيوني الذي جرى بثه في مقدمة حصة استضافة ليبيا للمشاهير في تاريخها في برنامج كلام الناس كان جيدا وتضمن الظاهرة منذ زمن المملكة الليبية، فليبيا استضافت شخصيات ومشاهير ونجوما كبارا في الدين و الرياضة والفن والفكر والإعلام والسياسة أيضا، وكان من أبرزهم البطل المسلم محمد علي كلاي وبعض العلماء و أم كلثوم وبعضا من نجوم السينما ولاعبين كبار وصغار وحقراء (حاشاكم) وصولا إلى استضافة منى واصف و خديجة بن قنة وعلاء الشابي وطوني خليفة في آخر المطاف.. وأظن وليس كل الظن إثم كما كان يقول الصديق عمر السنوسي رحمة الله عليه بأنه ينبغي التفريق بين الاستضافات من حيث كونها استضافات مؤسسات الحكومة أو استضافات خاصة عبر مؤسسات خاصة أو زيارات عمل عادية.. إذ أن بعض النجوم مثل صوفيا لورين قدموا لتصوير مشاهد أفلام في الصحراء وبعض مشاهير فيلمي الرسالة وعمر المختار قدموا لتصوير بعض المشاهد في مناطق مختلفة من البلاد، وكانت زيارة أم كلثوم تتعلق بالبزنس حتى وإن كان ذلك مرتبط أساسا بتجميع الأموال من ريع الحفلات لما عرف بالمجهود الحربي المصري في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، وإن بعض الاستضافات كانت من النوع المحمود والذي رحبت بها الجماهير والإعلام وعلى مختلف المشارب فزيارة محمد علي كلاي البطل المسلم الذي صدح بالإسلام في بلاد الكفر مثلا كانت من أكثر الاستضافات ترحيبا من الجماهير أطفالا ورجالا وشيوخا وعجائز ولازلت أتذكر جدتي رحمة الله عليها والتي كانت من المدمنين على متابعة مباريات كلاي في الملاكمة والتي تبث مباشرة من حلبات أمريكا في ساعات الفجر عندنا وقد تربينا على محبة هذا البطل المسلم منذ نعومة اظافرنا .. جدتي فاطمة هذه كانت لها عصا تتوكأ عليها وتهش بها على دجاجاتها في سواني قرية المطرد وتساند بها محمد كلاي كلما شعرت بخطورة خصمه إذ كثيرا ما تركت مكانها أثناء مشاهدة مبارياته وفزعت إلى التلفزيون بالعصا لتقديم العون النفسي والمعنوي له. وعلى الضفة الأخرى أظن بأن أقبح ضيف استضافته الحكومات الليبية كان مارادونا صاحب السجل الإجرامي الحافل بالمخالفات والجرائم والتي من بينها على سبيل التذكر وليس الحصر تسجيله هدفا بيده وضربه لاعبا زميلا في منطقة حساسة أفقده بعدها الخصوبة إياها ومهاجمته بعض الصحفيين أمام بيته ببندقية وإطلاقه النار عليهم وختامها إدمانه للهيروين.. وبين اجمل استضافة واقبح استضافة استقبل الليبيون صوفيا لورين وسقراط وحليمة بولند وباسكال مشعلاني(حفلات خاصة) و وردة وعبدالوهاب وكاظم و عبدالحليم وأم كلثوم وآخرين وأخيرا علاء الشابي ومنى واصف وخديجة بن قنة . ولازلت أظن بأنه ينبغي أن تكون هناك معايير دقيقة للضيوف الذين يتم اختيارهم تتعلق بما يحملونه من قيم أخلاقية وقيم اجتماعية وقيم إبداعية، وتتعلق بدعمهم قضايانا المحلية والعربية والإسلامية ومن نتوق عبره إلى تحقيق بعض أهدافنا وأغراضنا الوطنية والقومية الجمعية .. بعيدا عن منطق (خش يامالك بحمارك) وعلى نفقتنا .
■ عبدالله الوافي