تقارير

تعاون اقتصادي مالي عربي وأفريقي

الدول الأفريقية كانت سباقة بقطع علاقاتها مع العدو الإسرائيلي

كانت المؤتمرات الأفريقية التي اتعقدت خلال الفترة مابين عام 1908 و 1915 تمهيداً طبيعياً للاستقلال والوحدة الأفريقية وتجسيد حياً الأفارقة الداعية لتحقيق الوحدة بين أقطارها التي اتقلت وكما كانت أحداث الحرب العالمية الثانية فرصة لمزيد من العمل لتحقيق استقلال أقطارها ووحدتها الأمر الذي جعل الأحداث تتابع أفريقيا ودوليا مما ساعد ذلك على تهيئة المناخ العالمي للأفارقة لتحقيق مطالبهم والقومية إضافة إلى ذلك فقد كبر أمل الأفارقة بقيام الأمم المتحدة بمنظماتها عقب الحرب العالمية الثانية ليضيف هذا التجمع الأممي للأفارقة المزيد من الطموح خاصة بعد من مباديء الحرية والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها في التطور والتنمية والإسهام في البناء لخير وسلام البشرية جمعاء كما أن حدوث ثورة 1952 في مصر الدولة الأفريقية المستقلة ذات الحضارة الموغلة في القدم أعطت أيضاً دفعة جديدة للأمة الأفريقية خاصو أن مصر أعلنت رسمياً مساندتها لحركات التحرير والوحدة الأفريقية ومن ثم افتتحت حركات التحرير هذه مكاتب لها بالقاهرة كذلك تبنت مصر بالمحافل الدولية قضية استقلال ووحدة أفريقيا واستضافت العديد من مؤتمرات التضامن للشعوب الأفريقية والأسيوية وبتعبير أكثر وضوح أقول إذا كانت منظمة الوحدة الأفريقية قد خرجت للوجود عام 1963 فقد سبقتها جهود ومؤتمرات إفريقية متعددة منها مؤتمرات للشعوب الإفريقية للدول المستقلة وإعلانات للوحدة بين إقطار مستقلة ومجموعات من الدول المستقلة للتعاون فيما بينهما للإعلان عن الوحدة بين غانا وغينيا الذي صدر عام 1959 والإعلان عن الوحدة بين السنغال والسودان الغربي التي أصبحت فيما بعد دولة مالي عام 1960 إلى جانب بعض حكومات شرق أفريقيا بالإعلان عن وحدة إقليمية حتى انتهت هذه الجهود بظهور منظمة الوحدة الأفريقية. وقيامها بمسؤلياتها وقد حشّدت هذه الجهود مسئولياتها الوطنية والقومية بحيث تشمل استقلال الأقطار الأفريقية عن السيطرة الاستعمارية كاملاً شاملاً غير منقوص وإزاحة التخلف الذي فرض على القارة بأن ينهض الأفارقة ثقافيا واجتماعياً لتشكيل بلادهم بالشكل الجديد والإيمان بالديمقراطية كمنهج.. حياة وعدم اللجوء للعنف من أجل تحقيق الأهداف إلا للدفاع عن النفس والتضامن مع الدول الأخرى التي مرت بالتجربة الاستعمارية والتمسك بالحياد، الايجابي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأفارقة وفي هذا السياق جاءت المؤتمرات الأفريقية في الخمسينات من القرن العشرين لخطوة على الطريق لتحقيق الاسقتلال والوحدة الافريقية وكانت هذه المؤتمرات تتمثل في التالي: مؤتمر تضامن الشعوب الآسيوية والأفريقية حيث عقد هذا المؤتمر بمدينة القاهرة خلال المدة 26 ديسمبر 1957 حتى أول يناسر 1958 وقد افتتحه (محمة أنور السادات) عضو مجلس قيادة الثورة المصرية وحضر المؤتمر 50 عضواً ومندوب يمثلون 48 شعباً أفريقيا. مؤتمر للدول الأفريقية المستقلة يعتبر هذا المؤتمر أول خطوة من المرحلة الأخيرة الحاسمةأفريقيا نهائياً وبروزها ضمن المجتمع الدولي كقوة مستقلة ذات سيادة باعتبار الدول المشتركة مستقلة ترغب في الحفاظ على استقلالها من أول اجتماع لهذا المؤتمر عقد بمدينة أكرا وقد أيد هذا المؤتمر الشعب الجزائري في نضاله لنيل حريته واستقلاله ومطالبه فرنسا بايقاف عملياتها العسكري ضد الشعب، الجزائري ومطالبة الدول الصديقة لفرنسا بعدم مساعدتها في عملياتها العسكرية ضد الشعب الجزائري والضغط على فرنسا لانهاء استعمارها للجزائر وقد استمرت اجتماعات هذا المؤتمر من 15 إلى 22 أبريل واشتركت في هذه الاجتماعات كل من مصر (الجمهورية العربية المتحدة آنذاكظ9 إثيوبيا.. غانا .. السودان .. ليبيريا .. المغرب .. تونس .. ليبيا .. في الوقت الذي رفضت فيه دولة اتحاد جنوب أفريقيا المستقلة حضور المؤتمر وكان الهدف من انعقاد هذا المؤتمر هو إدارة المعركة ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي للقارة الافريقية وكانت الدول التي شاركت بهذا المؤتمر يبلغ عددها ثماني دول وهي التي استقلت حديثا ويرجع الفضل في انعقاد هذا المؤتمر للمناضل الإفريقي (كوامي نكروما) رئيس غانا. الجغرافيا الافريقية تحتل المساحة الجغرافية المرتبة الثانية بين القارات من حيث المساحة والثالثة من حيث السكان وقارة آسيا فقط تغطي مساحة أكبر منها، وقارتا آسيا وأوروبا الأكثر سكاناً منها أيضاً .. وتحتل قارة أفريقيا خمس مساحة العالم وستأثر بثمن سكانه تقريبا كما تضم 52 قطرا مستقلاً إلى جانب العديد من الوحدات السياسية الأخرى وتعتبر السودان أكبر أقطارها مساحة وأكثر بلدان أفريقيا سكاناً نيجيريا غير أن خمس سكانها يقل تعداده عن خمسة ملايين نسمة.. تتميز القارة الافريقيه بأنها هضبة شاسعة وتعتبر قارة ذات تنوع مدهش وعجائب طبيعية عظيمة وبشمالها تمتد أكبر صحراء في العالم- الصحراء الكبرى- وتقدر بمساحة الولايات المتحدة الامريكية بأكملها تقريبا ويوجد بأفريقيا أطول نهر بالعالم وهو نهر النيل الذي يجري لمسافة 6400 كم شمال شرقي إفريقيا وفي القارة مروج خضراء وتعيش الأفيال والزراف والأسود والحمير الوحشية وحيوانات أخرى كثيرة.. مساحة افريقيا 30.251.000 كم ؛ كما تنقسم إفريقيا إلى إقليمين رئيسيين .. افريقيا السفلى وإفريقيا العليا، وتنقسم إفريقيا السفلى إلى ستة أقاليم وتنقسم إفريقيا العليا إلى خمسة أقاليم .. وتتميز معظم افريقيا بالمناخ الدافي أو الحار لكن الرطوبة والأمطار تتفاوت بشكل واضح من منطقة إلى أخرى كما توجد بإفريقيا أكبر منطقة مدارية مقارنة بالقارات الأخرى، وتقع حوالي % 90 من أراضيها بين المدارين وعلى وجه العموم فإن درجات الحرارة عالية في كل مناطق القارة. عدد السكان بلغ عدد سكان إفريقيا وفق تقديرات عام 1990 (670) مليون نسمع والكثافة السكانية وصلت إلى 22 مليون نسمة بمعدل التوزيع 70 % في الريف و % 30 الحضر وتنتمي شعوب إفريقيا إلى عدة مجموعات عرقية وخلفيات حضارية متنوعة ففي الشمال أغلب السكان عربا ؛ أما في الجنوب حيث يسكن معظم الأفارقة فإن السود يشكلون غالبية السكان غير أنهم موزعون إلى أكثر من 800 مجموعة عرقية كل لها لغتها ودينها ونشاطاتها الخاصة والواقع أن العدد الهائل من لمجموعات العرقية ذات الاحجام المتفاوته جعل من الصعب على الكثير من الدول الأفريقية أن تنمو كدول موحدة وعصرية. الزراعة … التعدين .. الصناعة تتصدر إفريقيا العالم في إنتاج الكاكاو والقرنفل ونواة النخيل وفول الفانيلا وتعتبر إفريقيا منتجاً رئيسيا للموز والبن والقطن والفول السوداني والمطاط والسكر والشاي ويربي الإفريقيون أكثر من ثلثي إبل العالم؛ كما يساهم التعدين بما يزيد عن النصف عائد الصادرات في إفريقيا وتعتبر جنوب إفريقيا المنتج الأول للذهب في العالم وتأتي ليبيا ونيجيريا والجزائر في صدارة الدول المنتخبة في العالم وتنتج افريقيا ذلك ثلاثة أرباع إنتاج العالم من الكوبالت وأكثر من خمس الإنتاج العالمي من الفاناديوم وحوالي ثلث الإنتاج العالمي من الكروم والمنجنيز والبلاتين كما أن أفريقيا هي المنتج الرئيسي لمعدن النحاس والماس والفوسفات واليورانيوم ومن المعادن الأخرى التي تنتج في القارة الانتيمون وخام الحديد والغاز الطبيعي والقصدير. إفريقيا الصناعية يؤدي التصنيع دوراً ضئيلاً في الاقتصاد الإفريقي وقد كان الاهتمام بالزراعة والتعدين مرتكزين في الماضي على اهتمام المستعمرين بالزراعة والتعدين حتى تحصل الصناعة في أوروبا على ماتحتاج إليه من مواد خام وفي الوقت الحاضر نجد أمما إفريقية ناشئة لديها كما هائلاً من المواد الخام؛ لكنها بدون صناعات ولا تستطيع العديد من البلدان الإفريقية توفير النفقات الباهظة لبناء مصانع كما أنها تعاني من النقص في العمالة الماهرة ونقص في عدد الإداريين والفنيين وإضافة لكل ذلك من منافسة الصناعات الأمريكية والأوربية لها؛ لم تترك لها المجال لتتمكن من بناء صناعة خاصة بها، وذلك باستثناء دولة جنوب إفريقيا التي تعتبر أكثر البلدان تصنيعاً في إفريقيا فهي تنتج خمس السلع المصنعة في القارة. التجارة الخارجية تساهم إفريقيا بنحو 4 % من القيمة الكلية للصادرات والواردات في التجارة الدولية كما يتم تصدير مايقارب الربع من الإنتاج الكلي للقارة إلى الخارج ويسهم النفط بأكثر من نصف العادات ثم تأتي سلع الكاكاو والبن والقطن والذهب والغاز الطبيعي على رأس قائمة الصادرات الأخرى. تتمتع مدن أفريقيا بوسائل اتصال أفضل من المناطق الريفية ولكل من هذه المدن صحفها المحلية كما توفر أكثر من 20 بلداً من أفريقيا خدمات تلفازية ولكن لايوجد إلا حوالي 11 مليون جهاز مرئي في كل إفريقيا أي بمعدل جهاز واحد لكل 50 شخصا حيث يعتبر المذياع وسيلة اتصال جماهيري أساسية وتقتصر الخدمات الهاتفية إلى حد ما على المدن فقط. العلاقات العربية الأفريقية أثناء انعقاد مؤتمر القمة العربي السادس بالجزائر خلال الفترة من 28 – 26 نوفمبر 1973 الذي حضره الرئيس الزائيري ممثلاً لمظمة الوحدة الافريقية بصفة مراقب وتعبيراً عن التضامن العربي الإفريقي في الكفاح ضد الاستعمار والعدوان الإسرائيلي وقد وجه المؤتمر بيانا إلى إفريقيا يشيد فيه بموقف دول القارة الإفريقية لقطعها العلاقات مع العدو الإسرائيلي؛ كذلك تقدمت جمهورية الصومال بمذكرة إلى جامعة الدول العربية تتضمن اقتراحاً لعقد مؤتمر قمة عربي إفريقي، وقد وافق مؤتمر القمة العربي السابع الذي عقد بمدينة الرباط في أكتوبر 1974 على مؤتمر قمة عربي أفريقي؛ بعد ذلك تم الإعلان عن التعاون الاقتصادي والمالي العربي والإفريقي وقد نص هذا الإعلان على أن قضية التحرير والتنمية العربية الإفريقية قضية واحدة لا تتجزآ باعتبار حالة التخلف الذي تعاني منه الأقطار العربية والإفريقية نتيجة معاناتها من الاستعمار والاستغلال لقرون طويلة؛ الأمر الذي يتطلب تقديم المساعدات الفنية والمالية وتدعيم موارد المؤسسات المالية الوطنية، وتدعيم العلاقات التجارية وتشجيع وتوظيف رؤوس الأموال العربية في أفريقيا.

إعداد / عثمان إسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى