الخطاب الإعلامي الوطني .. الرسالة والرؤية
لو اقتطفنا المعنى القائل بأن «اللغة هي ثوب الفكرة« والأسلوب هو «فصّال الثوب وطرّازه الخاص» لو أمعنا التفكير مليا في أهمية اللغة كأسلوب خطابي واتصالي عبر وسائل الإعلام المختلفة سنكون وصلنا إلى بدهية تؤكد ضرورة وجود انسجام بين اللغة والأسلوب لإيصال الفكرة بثوبها وطرازها وفق الأسلوب الذي يسعى إليه الخطيب أو الكاتب لتحقيق الهدف المنشود وراء ذلك . من هنا يصير لزاما على المرسل أن يصوغ فكرته بطريقة مناسبة للموضوع المختار، ويجب أن تكون عباراته وكلماته ذات معنى بالنسبة إلى الموضوع نفسه، صياغة ذات أسلوب واضح ومعبر عنه بكلمات ذات دلالة ليفهمها الجمهور المتلقي . على المرسل أن ينشئ خطابا من كلمات تصاغ في جمل ذات اسلوب مؤثر وجذاب؛ الغرض منه التأثير المتفاعل أو نقل فكرة ما أو تغيير اتجاه أو دفع المتلقي إلى موضوع معين . تلك مقدمة أردت بها التوطئة لموضوع غاية في الأهمية والحساسية، عندما تمر الأمة بمرحلة من الهشاشة والضعف، حين تصبح اللحظة التالية لحركتها إما فناء وإما بقاء لاستعادة الأمل في النجاة ومعانقة الحياة .. نحن أمة أو وطن نعيش هذه اللحظة، حركتنا التالية محفوفة جدا بالمخاطر .. إننا وسط حقل ألغام بلا خرائط، وحقل الألغام هنا هو حقل الإعلام حيث الكلمة فيه مثل القذيفة ومثل الرصاصة، إذا انطلقت لاتعود، وإذا تتكلم بلا تفكير فيما ستقول، تكون كمن يفتح النار، أو يطلق الرصاص بلا تصويب.. هذه قراءة متأنية، متفحصة للحالة، تحاول تلمس الطريق نحو غاية الرجاء، إنقاذ وطن من مخاطر وكوارث ومصائب وخطوب تحدق به من كل جانب .. كيف نصوغ خطابنا بلغة منسجمة مع غاياتنا، وكيف تكون خطواتنا ثابتة، وكيف تكون أرضيتنا صلبة .. وكيف تكون المسافة بيننا وبين ما نرمي إليه أقصر ما يمكن؟ توفر علينا الوقت والجهد والإمكانيات .. والتي هي باهضه جدا في هذه المرحلة. اذن لنبدأ مع الرسالة فنتساءل: ماهي رسالتنا التي نريدها من أدواتنا الإعلامية سواء كانت عناصر بشرية أو تقنيات مادية ؟ في تصوري، ومن خلال ما توفر لي من مصادر ومناقشات استطيع أن أصوغ النقاط التالية لما نحتاجه في تعريف المصطلحات التي ستواجه تقدمنا في هذا المضمار:رسالة الخطاب الإعلامي الوطني الليبي : غاية الرسالة هي خلق إعلام حقيقي وفعّال، يعمل بمهنية واحترافية عالية، من أجل قيم وطنية خالصة لا تشوبها شائبة، دون شبهة الأغراض الشخصية أو الجهوية أو الأيدلوجية أو الحزبية، بعيدا عن لغة الكراهية والحقد وإثارة الفتن ودعوات الثأر والانتقام والإقصاء والاستحواذ والاستئثار .. إعلام مثمر وبنّاء، يتدارك أوجه القصور في حركة المجتمع، ينبه إلى الأخطاء، يحذر من الانحرافات، يسقط الضوء بوضوح ومنهجية ومعرفة وإدراك نحو المسار الصحيح الذي يلتقي فيه الناس بأهدافهم وطموحاتهم، تحقيقا لأحلامهم.رؤية الخطاب الإعلامي الوطني : لكي تتمكن من تحقيق الرسالة يتطلب الأمر وجود رؤية واضحة لا غبش فيها، رؤية تتراص كل تقنيات الخطاب في تراصف منتظم كعقد منظوم بعناية لا نشاز ولا اضطراب فيه، هذه الرؤية تتحدد ملامحها فيما يلي:
1- الحفاظ على وحدة ليبيا أرضا وشعبا.
2- ضمان حرية ليبيا واستقلالها الحقيقي والتام، وسيادتها كاملة غير منقوصة ..
3- حق كل الليبيين في بلادهم، وما تمثله لهم من قيم مادية ومعنوية.
4- المواطنة هي الأساس في انتساب الليبيين إلى بلادهم.
5- القانون هو الفيصل بين جميع الليبيين في الحقوق والواجبات
6- اعتبار أن الشعب هو مصدر كل السلطات ..
7- حق المهجرين والنازحين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وجبر أضرارهم.
8- إنجاز المصالحة الوطنية والاعتماد على العدالة الانتقالية في تسوية النزاعات القائمة.
9- تعزيز وتقوية النسيج الاجتماعي وتنميته بما يقوي الروابط الاجتماعية ويغنيها.
10- التأكيد على البعد القومي والإقليمي والقاري والإسلامي والعالمي لليبيا في منظومة العلاقات الدولية.
■ عبد المنعم اللموشي