مقالات

نبض الحنين

أخي المعلم

وأنت تستقبل العام الدراسي … لابد إن تضع في اعتبارك بأنك صاحب رسالة عظيمة … فالإنسان الناجحلابد أن يكون لديه في الحياة رسالة ، وليس هدفا … فالاهداف مهما كانت طبيعتها عمرها قصير فالهدف حين يتحقق يعيش صاحبه في فراغ … ولكن عمر الرسالة أطول لأنها رحلة عمر … ومن ثم إحرص على الرسالة قبل الهدف الذي ينبغي ان تصخره في خدمة رسالتك السامية … فصاحب الرسالة قوي بثقته في نفسه كما قال فواتير : باستطاعتك هزيمة جيشا، لاكنك لن تستطيع هزيمة صاحب رسالة … وهل هناك في الدنيا أنبل وأشرف من رسالتك .. أخي المعلم … أسمح لي ،وأنت تستعد لاستقبال العام الدراسي ، أن أذكرك ببعض النصائح التي أعرف أنها لا تغيب عن كل معلم أخلص لهذه الرسالة .أيها الرفيق … تاكد أنك تطلع برسالة أخلاقية سامية . لقد وضع الناس ثقتهم الغالية فيك ،بأن سلموك فلذات أكباده (أولاد، وبنات)، وهي أمانة غالية في عنقك، لم تسلم لغيرك من الناس … فاحرص على المحافظة عليها ،ولا تخنها بفعل ذميم …. فيصدق فيك قول الشاعر : أبو سفيان الثوري : يا رجال العلم يا ملح البلد *** من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟ أخي الفاضل … إن لم تمد جسور الثقة مع طلابك ، وتعاملهم معاملة الأبناء والأخوة ، والأصدقاء، وتدثرهم بحنوك ،وعطفك ، وحنانك .. تكون قد فقدت التواصل معهم … مهما كان حجم معلوماتك، أنت في مسيس الحاجة إلى وسائل تربوية ، تشد بها أنتباههم … من غير ذلك ، يكون جهدك كمن يكتب على الرمل ..أو يجدف ضد التيارأخي العزيز :عندما تدخل الفصل ، حاول أن تبسط أسارير وجهك لطلابك ، فهي الرسالة الأولى التي تجعلك قريبا منهم …أنظر إلى عيونهم ، التي تعطيك رسائل متعددة ، ليس كلهم في سعادة، بعضهم يعاني : اليتم والحرمان ، فكن : أباه وأمه . وبعضهم يعاني : المرض ، فكن أنت طبيبه ، الذي يبلسم جراحه وبعضهم يعاني : الفقر والحاجة، فكن أنت سنده الأمن . بعضهم يعاني : ضغوطا نفسية ، وإحباطا ، نتيجة أسباب متعددة. فكن أنت الصدر الحنون . أرفق بهم.وأربت عليهم، و قربهم إليك، ليكونوا أصدقائك.. اللعب معهم …وعالج ضعفهم … امنحهم علمك ، وخبرتك ، ولكن بأسلوب شائق مبسط . توقف عندما تحس بمللهم .وغير أجواء الدرس . العلم كالدواء ، يعطى جرعات ، وليس صبا . قوم أعوجاجهم، ولكن بدون شدة مفرطة . استخدامك للعصا ،يدل على إفلاسك ، فكن حذرا … أنت مربي ، وليس جدا … حاول أن تراعي االفروق الفردية بينهم . ازرع الثقة في نفوسهم … تكن أعز الناس لديهم … فيحبون المدرسة ويقبلون على العلم بشغف عند ذلك فقط تصبح أنت (المعلم الناجح) . أخي الكريم .. كثير من الأغط إجابات صحيحة في غير امحلها ،ف تستعجل بالحكم عليها . ما أجمل اأسلوب المعلم الناجح حن يختار أسلوب تعزيز الإجابة … حيث يطرح السؤال على تلاميذه … فيقول لمن جانبه الصواب : إجابتك صحيحة لكنها ليست في محلها … ويقول لمن لمح بالإجابة : إجابتك قاربت على الصواب … ويقول لمن أخفق : ربما استعجلت بالإجابة … ولا يتسرع في كلمة غلط فكثير من الأغط إجابات في غير محلها … اويحترس من كلمة : خطأ فهي قاسية على التلميذ وعليه ان يلمح له بذلك دون أن يجرح شعوره … فالعجينة طرية والخدوش تترك أثارها القاسية .فاحترس عند التعامل معها .

■ الدكتور : خليفة العتيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى