علَمْ
غناوة (العلم) هي أغنية نبتت وولدت في أحضان ” الجبل” وربما من هنا جاء اسمها [غناوة علم] فالجبل هو [العلم] فهل سموها باسم العلم الذي هو جبل لأنها ولدت في حنايا وثنايا الجبل .. أم لأنها هي “علم” في الغناء كالجبل الذي هو علم في الأرض .. وفي غناوة العلم ملامح كثيرة من ملامح الجبل.. فهذا التكرار والترجيع في كلماتها أثناء التغني بها يشبه ( الصدى) الذي يولد من الجبل فتكرار الكلمات فيها هو الصدى وليد الجبل وصداه الرنان .. وغناوة العلم هي “علم” في الغناء .. هي فن يقف شامخا وحده حتى يكون ” علما” معروفا موصوفا فغناوة العلم ليست جزءا من (قصيدة) تستمد وجودها وكينونتها ومعرفة الناس بها من [نسب] القصيدة التي هي جزء منها فهي معرفة بنسبها وهي نكرة ومجهولة حين تفقد نسبها .. .. كلا … غناوة العلم هي [البيت القصيد] وأتعمد ان تقول ” البيت القصيد” بأداة التعريف في الكلمتين لأنها حقا هي البيت القصيد .. فهي ليست [بيتا للقصيد] لأن معنى بيت القصيد أنه البيت البارز الذي يضيء به القصيد .. بينما غناوة العلم هي بيت وهذا البيت هو (القصيد) كله فهي [غناوة علم] بمعنى أنها علم في الغناء والشعر لا تقوم بغيرها ولا تستمد نسبها من قصيد يرفعها ويعرف بها وإنما هي ] علم[ أي هي قمة المعرفة في المعارف .. فهي “علم” يقوم بنفسه ولا يتكئ على غيره وهي علم نبت في أحضان الجبل، والجبل علم وهي علم لأن تكرار كلماتها في الغناء هو صداها فينا وفيها وجودها. وميلادها من صدى الجبل يرد على المغني .. مداعبا له ومغنيا معه.. وغناوة ” العلم” تحتاج وقفات كثيرة ومثيرة ولكننا نتركها لنلتقي حولها مرة أخرى بعون الله تعالى .
■ عمر رمضان اغنية