لمن تقرع طبول الحرب ؟
ها هي طبول الحرب تقرع مرة أخرى ، كما قرعت من قبل مرات و مرات ، ضجيجها يصم آذاننا ، يمزق قلوبنا ، يقض مضاجعنا، ماذا سنفعل عندما تشتعل ؟ أين سنلجأ بأطفالنا و كبارنا ؟ كيف نحمي ممتلكاتنا و بيوتنا ؟ و لا نملك سوى أن نفوض أمرنا إلى الله . حروب لا معنى لها ، حروب المنتصر فيها مهزوم ، فالقتلى جميعهم أبناء هذا الوطن ، و الدمار كله داخل حدود هذا الوطن ، فمن سيقتل هم أبناؤنا و أخوتنا ، و من سيُيتم هم أطفالنا ، ومن سيثكلن هن أمهاتنا. حروب لا فخر و لا فخار فيها ، سيموت فيها أبرياء ، لا حول لهم و لا قوة ، ستهدم فيها ممتلكات أفراد لا معسكرات ، حروب تسمح للغريب بالدخول ، و للأجنبي بالانتصار . مسئولون لا هم لهم سوى استمرار جلوسهم على مقاعدهم ، سيرحلون بثرواتهم عندما يستشعرون خطرا «لا يهشوا و لا ينشوا » بيانات خجولة ، متحفظة ، قد يجيدون بها ، عدا ذلك لا سلطة لهم على المتحاربين ، و لا أمل لنا يلوح في الأفق ، سنوات عجاف نعيشها ، و مجالس هشة تؤطر سوء الواقع ، اغتصبت السلطة و نهبت الثروة و سلّمت في وطن . و لكِ الله يا ليبيا .
■ فايز حليم