مقالات

وقت مستقطع

عيد بلا قديد

التقرب إلى الله في عيد الأضحى هي شعيرة من شعائر دينينا الحنيف التي نحرص على إقامتها كل عام بذبح الأضاحي امتثالاً لسنة الله فضلا عما تضفيه من مشاعر الفرحة وابتهاج بين أفراد الأسرة وكلنا يهتم اهتماماً كبيراً بشراء هذه الأضحية والتقرب بها إلى الله عز وجل وأغلبنا يبحث عن الأضحية ذات المواصفات الممتازة التي تزيد من درجة التقرب إلى الله ولكن يبدو أن هذا العام سيكون مخالفاً لما سبقه من أعوام مضت وسيكون هناك الكثير من المواطنين الذي لايستطيعون شراء هذه الأضاحي لارتفاع أسعارها ارتفاعاً جنونياً، فإن القدرة على الحصول عليها لاسيما لدى أصحاب الدخل المحدود والمتدني ماسيجعلهم يغلقون أبواب منازلهم ويكتفون بالتحسر على عدم قدرتهم على إقامة هذه الشعيرة التي يحثنا عليها ديننا الحنيف بإقامتها كل عام في مثل هذه الأيام المباركة ومايصاحبها من عادات وتقاليد اجتماعية أهمها عملية تجفيف اللحم ونشره في الهواء وهو مايعرف عندنا بالقديد والذي يبدو أن هذا العام سيختفي من على الحبال- إلا لدى العائلات المقتدرة- والتي يمكنها توفير ثمن الأضحية أما الأغلبية فلن يكون لديهم القديد هذا العام وسيكون عيدهم بدون قديد وسيكون كغيره من أيام السنة الأخرى فإلى متى يبقى هذا الوضع الذي يعانيه المواطن وإلى متى يبقى الحلقة الأضعف ويدفع الثمن في الوقت الذي يزدادفيه تجار الأزمات ثراء على حساب البسطاء الذي يجدون أنفسهم ضحية في كل مناسبة بدءاً من شهر رمضان مروراً بعيد الفطر المبارك ومستلزمات الدراسة وانتهاء بعيد الأضحى إضافة إلى مصاريف الأدوية والعلاج دون أدنى مراعاة من مصاصي الدماء الذين لايرقبون في أحد إلا ولاذمة ولايعرفون إلا كنز الأموال وتضخيم ترواثهم وكأنهم سيخلدون في هذه الدنيا وهنا أدعو كل الجهات الرقابية وكل المسؤولين للتدخل في وضع حد لهذا التغول الذي يمارسه التجار علينا بحجج واهية لا أساس لها من الصحة وأن يوقفوا هذا الظلم الصارخ على المواطن البسيط الذي لم يعد قادراً على هذه المعاناة التي تزداد كل يوم دون أن يجد من يخفف من حدتها ودون أن تتدخل الجهات ذات العلاقة لإصلاح الوضع حتى يعيش هذا المواطن في الحد الأدنى من الرفاهية ويكون قادراً على مواجهة تحديات المعيشة اليومية والله المستعان .

■ محمد المبروك خليفة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى