لدينا مشكلة كبرى مع الذكريات ، فتجد أننا حيث ماذهبنا نريد ان نترك اثر يؤكد اننا كنا هنا ، مثلاً لو جلسنا على كرسي الانتظار في أي مكان مستشفى إدارة مدرسة وحتى حديقة او مقهى ركز قليلاً في ناحية ما من الكرسي (إياه) ستجد ان تركنا اسمنا محفوراً هناك او الحرف الأول منه على اقل تقدير ، حتى حين نسافر فأن هذه المشكلة تسافر معنا وسترى اننا ومن دون شعور ننقش أي شي على جدار السكن الذي نستأجره وعلى كرسي سيارة الأجرة التي نركبها ، صعب ولا نستطيع ان نقطع كل تلك المسافات من دون ان نترك وذكرى تمجدنا وليس مهم تشويه جمالية وصفاء الامكنه المهم الذكرى ، انت لا تعلم من يمر بعدنا من معارفنا فيجد اسمنا ممهوراً على هذه الطاولة او على ذاك السور فيطئن قلبه ويزداد فخرا واعتزازا حين يعرف ان مررنا من هنا .
■ أحمد غومة