اجتماعي

شهادات الفشل

يقف امامك ويتبجح بكثرة شهادته وعلوها وحين تجالسه تكتشف انه وخلف ذلك الكم من الشهادات يخفي فشلاً ذريع وجهلاً فظيع ، بينما تجالس قد شخص بسيط يمتهن احد الحرف وتحاوره فتجد انك مشدوداً بقوة للحوار معه وأنك تسمع أكثر مما تتكلم وأنك تود أن لا ينفض اللقاء ، لجمال اللغة ولأسلوب الحوار ولغزارة المعلومات المستقاة من واقع الحياة ، فهل بذلك يمكننا القول جزماً بانتهاء زمن المدارس والشهادات ؟ ، ابداً . ومهما تكاثرت هذه الظواهر التي يبدو فيها البعض من حاملي الشهائد بذلك البؤس العلمي ، فأنهم يعكسون بؤس منظومة تعليمية فاشلة ولا ينالون من قدر العلم والتعليم الذي سيبقى ابد الدهر هو النور الذي يضيء حياة البشرية بمزيد التطور والتحديث . أذن فأن اللوم لا يتوجه الا الى المنظومات التعليمية الفاشلة التي تقدم لنا خريجين بشهادات عليا وهم في الواقع لم يتجاوزوا مرحلة التعليم الاساسي في أحسن تقدير ، فكيف بالله عليكم لشخص يتقن الاملاء بنسبة %0 أن يحمل شهادة عليا مختومة ومعتمدة من كل الجهات الرسمية التعليمية ، كيف لشخص متحصل على شهادة عليا في مجال ما ، وحين تأتي به للعمل وللمحك بنفس مجاله وتخصصه وتتوقع منه الابداع والاتقان تجده يتهرب ويماطل لتكتشف أخيراً أنه غير أهل لهذه الوظيفة وأن الشهادة التي يحملها لاتعدو كونها ورقة لا تغني ولا تسمن من جوع ، وكم من ورقة في مجتمعنا هذا حالها ، وكم تزداد معاناتنا وتستفحل مشاكلنا كمجتمع من هذه الاوراق التي نسميها تجاوزاً بالشهادات التي كثرت بسبب الغش والاستسهال وكذلك المسايرة لحالة اللامبالاة التي نعيشها في العديد من المواقف المحتاجة منا للجدية والانضباط . في المقابل فأن من حملة الشهائد من تفخر به لجودة علمه ولعلو خلقه وتواضعه ، اولئك الذين صاروا وبكل اسف قلة لا تصادفهم الا بعد حين وأن وجدتهم فأنهم على حالهم همهم عملهم واتقانه بما يرضي الله ويرضي ضميرهم الذي يوجههم للخير ، بعكس من هم على الجانب الاخر ممن حملوا الشهائد زوراً وبهتاناً وارادوها للتباهي ولزيادة الراتب ولنيل المناصب وفعلاً يصلون لمبتغاهم ومن دون عناء لأن عناصر التقييم والمعايير جامدة تقرأ الورق فقط ولا تقرأ النفوس فتفرز الفاشل عن الناجح والمنتحل عن المبدع والجامد عن الموهوب .والى ان يبتكر الانسان وحدة ومنظومة لكشف الفاشلين والمزورين وعديمي الضمير كان في عونك يا وطني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى