متابعات

استطلاع الوقت في أسواق بيع الأضاحي ببعض المدن بالجبل الغربي

ارتفاع أسعار الأضاحي وشح السيولة .. إرهاق للمواطن

اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم يحتفل به المسلمون في كافة بقاع الأرض بعيد الأضحى أو العيد الكبير ويستمر إلى يوم الثالث عشر من ذي الحجة حيث ينهي الحجيج مناسكهم في التاسع من ذي الحجة وهو يوم الوقوف بجبل عرفات وبذلك يكون اليوم العاشر من ذي الحجة هو أول أيام عيد الأضحى المبارك وكذلك يسمى يوم النحر وهو سنة مؤكدة يقيمها المسلمون كل عام تعم الفرحة في هذا اليوم كافة العالم الإسلامي ويجوب فيها التهليل والتكبير أرجاء الارض وتقدم الصدقات والموائد وتعلو البهجة وعلامات الفرح وجوه الناس .. اما اقتناء الأضحية فيتطلب عناء البحث في الأسواق والتكاليف المالية وما يجب مراعاته في شروط الأضحية نفسها. في بلادنا ليبيا وفي السنوات الأخيرة أصبح الحصول على أضحية امراً لا يخلو من التعب والإحراج لأسباب عديدة حاولنا من خلال هذا الاستطلاع الوقوف على أهم اسباب المشاكل التي تواجه المواطن في شراء الأضحية والتي ربما تحرم بعض الأسر الليبية من فرحة العيد احيانا . ونحن نتجول ونستطلع الاستعدادات لعيد الأضحى
المبارك وذلك من خلال مراكز تسويق الأغنام التي تنتشر في الأسواق والساحات وبعض الحضائر التقينا بدايةً مع: المربي. امحمد عبد الله المداح. بلدية باطن الجبل الذي يمتلك قطيعا كبيرا من الخراف الوطنية سألناه .. لماذا هذا الارتفاع في الأسعار ؟ فأجاب- ارتفاع الأسعار هو كون هذه الخراف هي إنتاج وسلعة تدخل السوق تتعرض لقانون العرض والطلب والنتيجة في السنوات الاخيرة نجد زيادة في الطلب وقلة في العرض حيث عدد الأغنام قل بشكل كبير جداً عند المربين منذ سنة 2011 حدث خلل كبير في أعداد الأغنام والسبب إلى جانب عدم الاستقرار لدى الكثير من المربين كذلك غلاء الأعلاف والجفاف حيث قل مستوى هطول الغيث النافع من الأمطار الذي يعتمد عليه المربي اساساً ..كل هذه الظروف ساهمت بشكل مباشر في غلاء أسعار الأضاحي أو اللحوم بصفة عامة ونحن نخجل من المواطن الذي يواجه هذا الغلاء وكمربين نتحمل كلفة الأعلاف والأدوية البيطرية ومرتبات العمالة وغيرها من مصروفات كل هذه الأمور يترتب عليها أسعار باهظة تجبرنا على تحديد قيمة الأضحية وعليه نحن نحس بمعاناة المواطن ونحاول التخفيف عنه بقبول القيمة نقداً أو بصك أو أي معاملة مصرفية اخرى. التقينا المربي خليفة عون علي. الحرابة. سألناه : هل ارتفاع سعر الأعلاف سبب في ارتفاع سعر الأضاحي في هذه المناسبة؟ أجاب : إن سعر كيلو اللحم عند القصابين ارتفع ارتفاعا كبيرا حتى وإن كان في السنوات الاخيرة حدث نقص في اسعار الأعلاف عن السنوات الماضية وهذه المفارقة لم تكن نتيجة غلاء الأعلاف بل النقص الشديد في أعداد الأغنام عند المربين وأستطيع أن أؤكد أن غلاء أسعار الأعلاف هو سبب، لكنه ليس السبب الرئيسي بقدر ما يكمن السبب في الأزمات المتتالية فعدم الاستقرار في سنوات سابقة دفع الكثير لتهريب أعداد كبيرة من الأغنام لدول الجوار مع قلة الأمطار وغلاء الأدوية البيطرية وتعرض المربين لسرقة أغنامهم وارتفاع أسعار العاملة الوافدة كل تلك المؤشرات أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم و سعر الخراف المعدة كأضاحي للعيد. التقينا السيد. ناجي إمحمد حتيوش . منطقة البدارنة . وسألناه عن انطباعاته عن أسعار الأضاحي في السوق؟ فأجاب : بعض الأضاحي أسعارها أكبر من قيمة مرتب المواطن بكثير فالمرتب الشهري للموظف قد لا يمكنه من شراء أضحية إضافة إلى ذلك شح السيولة المالية في المصارف وسقف السحب أقل من كامل المرتب والتهاب الأسعار أمر محرج تماماً لكل رب اسرة خاصة هذا العام كل هذه العراقيل أمام اقتناء المواطن لأضحيته بلا شك تعرفها الحكومة جيدا والحلول متاحة لإزاحة كل تلك العراقيل فمن الممكن استيراد أغنام خارجية على الأقل فهي أقل سعر من الأغنام الوطنية وإن كانت ليست بنفس الجودة لكن المواطن أصبح راض حتى بشراء أضحية مستوردة بدل الوطنية بأقل سعر والأهم الحصول على أضحية تدخل البهجة على أسرته أفضل من اللا شيء وقصة القروض الصغيرة التي تقدمها المصارف تظل جزئية ولا تعالج الجذور العميقة للمشكلة. التقينا السيد مصطفى محمد احمد . منطقة شكشوك . سألناه كيف ترى الأسعار في السوق استعدادا للعيد؟ أجاب : إن الأسعار ملتهبة والمواطن ليس له قدرة على توفير المواد الأساسية للبيت ناهيك عن الأضحية فالبعض مرتبه ضعيف لا يكفي لشراء أضحية مع بعض الالتزامات الأخرى من غذاء ودواء. شح السيولة أزمة خانقة للمواطن وعدم التزام بعض المؤسسات العامة بصرف المرتبات في مواعيدها والأسعار باهظة التكاليف في كل المواد. المواطن في موقف لا يحسد عليه فأصحاب الاسر الكبيرة في مأزق ترتب عليه حالات نفسية واجتماعية ومن هنا ندعو الحكومة توفير أضاح مستوردة على الأقل تدعم السوق والعمل على توفير السيولة قبل حلول العيد بأيام وهيهات أن يستريح ذوي الدخل المحدود و على ما سلف قد يضطر البعض للتخلي عن شراء أضحية هذا العام . التقينا السيدة عائشة مصطفى . ربة منزل . تحدثت لنا قائلة .. أصبحنا نفتقد الفرحة والسرور بهذه المناسبة العظيمة وذلك بسبب شح السيولة وغلاء الأسعار التي لا يكفي المرتب الشهري لاقتناء المواد الضرورية للمعيشة لم نعد نستطيع شراء كيلو اللحم من القصاب فكيف لنا بشراء أضحية حتى وإن استطعنا شراء أضحية كيف نسد رمق أولادنا من مواد ضرورية من مأكل وعلاج وغيرها من الالتزامات . التهاب الأسعار وضعف المرتب قد يحرمنا فرحة العيد وتطبيق هذه السنة المؤكدة . من خلالكم أتقدم لكل العالم الإسلامي باحر التهاني والتبريكات وكل العام وأنتم بخير.

* استطلاع : خالد البدري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى