مقالات

أصداء

مشهد مضطرب !

لقاءات بالجملة تعقد في مختلف المدن الليبية من أجل البحث عن حل للجمود السياسي الذي تشهده الأزمة الليبية ، وكل طرف من أطراف الأزمة الليبية يحاول أن يوسم الأطراف الأخرى بعرقلتها للحل ، وعلى هذا الأساس ظلت الأزمة تراوح مكانها . الانقسام السياسي يتجلى في أبهى صوره ، والاتهامات تطال الجميع ، مجلس النواب يتهم مجلس الدولة بعرقلة كل ما يتفق عليه ، ومجلس الدولة يتهم مجلس النواب بمحاولة تمرير أجنداته ، الحكومة المعترف بها دوليا تتهم الحكومة المؤقتة بأنها فاقمت الانقسام السياسي والحكومة المؤقتة تتهم حكومة الوحدة بأنها السبب الرئيسي لعرقلة الانتخابات والفساد المستشري في البلاد ، والمحصلة أن مختلف الأطراف اتفقت على تبادل الاتهامات فيما بينها في الوقت الذي يسعى كل طرف للاستئثار بكل شيء ! فسيفساء المشهد السياسي الليبي لم يكن ينقصها إلا ظهور محمد رضا السنوسي الطامح لإعادة الملكية في ليبيا الذي يسارع الخطى بحثا عن مكان على الساحة السياسية ، مدعوما من قبل طرف إقليمي ساهم بشكل مباشر في التراجيديا التي نعيشها ، فلم تتوقف لقاءاته وإستقبالاته لقيادات الاتحادات والمنظمات النسائية وممثلي بعض القبائل لحشد التأييد لدعوته لإحياء الميت (الملكية) وتوج نشاطاته بلقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي( عراب دخول الكيان الصهيوني للاتحاد الإفريقي بصفة مراقب) مقدما نفسه كطرف مقبول يحظى بتأييد إقليمي وتوافق من جل الليبيين ، وفات الرضا أن الزمن لا يعود وأن الحديث عن عودة الملكية إلي ليبيا شبيه بمحاولة إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ! لا الاتحاد الإفريقي سيكون بوابته لتحقيق حلمه ، ولا لقاءاته بالفعاليات القبلية والمدنية ستسهم في عودة عائلته للسلطة ، وعلى رأي أحد المهتمين بالشأن الليبي ما كان ناقصها إلا هو ! محصلة المشهد الليبي المضطرب أن جميع الأطراف تطالب بدستور واحد وحكومة واحدة وانتخابات واحدة وجيش واحد ومصرف مركزي واحد ، ولكن ما هي آلية تنفيذ ذلك ؟ مشكلتنا تبدأ عندما ندخل في التفاصيل ، وكما قال الإنجليز الشيطان يكمن في التفاصيل ، وجل جماعتنا غارقون في التفاصيل !

■ عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى