مقالات

وقت إضافي

ليبيابين مناخين

تناقلت وسائل الإعام المحلي والدولي خال الأيام الماضية تقرير منظمة الهجرة الدولية الذي وضع بلادنا في خانة الدول الأكثر تضررا بالتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، هذا التقرير الذي تصدره منظمة الهجرة الدولية في إطار متابعتها للمهاجرين وشؤونهم بتكليف من الأمم المتحدة .. ولقد جاءت ليبيا في المرتبة ال40 عالميا حسب التقرير الذي حذر من تزايد تردي الأوضاع في البلاد نتيجة ندرة المياه الجوفية، وقلة الأمطار، وارتفاع نسبة التصحر والفيضانات والعواصف الرملية وانعكاس كل ذلك على الإنتاج الزراعي ،مضافا إليها عدم الاستقرار السياسي والغياب الكلي للسياسات الجادة في اتجاه تحس الواقع المعيشي للمواطن ، والمفارقة أن التقرير لم يخفي تخوفه على أوضاع المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين على الأراضي الليبية من مختلف الجنسيات ويتقاسمون مع أهلها الماء و الغذاء والدواء وكل شيء في ظل هذه الظروف المتردية التي تشهدها البلاد حسب ما ورد في التقرير، وهنا تبرز لنا جملة من الأسئلة واستفهامات التعجب أهمها (لماذا غاب عن توصيات التقرير ومقترحاته المطالبة بإجاء هؤلاء المهاجرين عن بلد أهله مهددين بأوضاع أكثر سوءا كما ورد فيه؟!) / (كيف فات واضعي التقرير أن هؤلاء المهاجرين بتواجدهم الغير مشروع فاقموا الأزمة الليبية وزادوا من وطأتها على أهل البلد..؟!) وبالرغم من أن في محتوى التقرير الكثير من النقاط التي ينبغي الوقوف عندها ولكني أجدني أقف خارج التقرير ،وبعيدا عن الكوارث الطبيعية التي جلها لايزال فهمها عصيا عن التفكير الإنساني ومحفوظا في خزائن الحكمة الإلهية وتدابيرها .. أجدني أطالب بالالتفات الجمعي للكوارث الا طبيعية (البشرية) التي تتعرض لها بادنا ومواطنيها كل يوم بسبب الصراعات الخفية والمعلنة تقلبات مناخها السياسي ،وحالة الجمود والمراوحة، وغياب النية الجمعية لتغيير الواقع الذي فرض على الليبي وأفقد بادهم الاستقرار واللحمة نل والثروات والسيادة الوطنية، ودفع بها إلى متاهة الفوضى والصراعات وتشتت الرؤى والاتجاهات والركون لاستيراد الحلول الأجنبية في كل الشؤون الوطنية هذه الكوارث والأضرار التي ينبغي أن نفكر فيها ونعمل على إيقافها وإيقاف مسيرة العبث ببادنا لالتي طالت ..

■ الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى