مقالات

كلام على كلام

الحرب غير المعلنة علينا ..

أعلنت الحكومة المصرية منذ قرابة ثاث سنوات أو يزيد عن اكتشافها لحوض ماء ضخم يقع على حدودها الجنوبية الغربية مع ليبيا، وقالت أن ثلثي هذا الحوض المائي الكبير يقع في باطن الأرض الليبية وتحديدا في حوض الكفرة وقد بدأت مصر في تنفيذ مشروع مشابه لمشروع النهر الصناعي العظيم لسحب هذا المخزون الجوفي في اتجاه الأراضي المصرية مستغلة الأوضاع السياسية التي تمر بها ليبيا، وفي ظل صمت مطبق من جانب الحكومة الليبية سواء تلك التي في الشرق أو هذه التي في الغرب !. هذا الحوض هو من الأنهار القديمة المغمورة التي تغطيها الرمال موجود في باطن الأراضي الليبية ومصدره من تشاد وقد اكتشفه الخبراء الليبيون منذ 30 سنة تقريبا إلا أن الإعام المصري سوق لهذا المشروع على أنه حق مكتسب لمصر دون غيرها مشككا حتى في تبعية جنوب شرق ليبيا للأراضي الليبية وهذا ما يعني أن الدول العربية في المستقبل سوف تعلن الحرب فيما بينها بسبب المياه ومصادرها الجوفية في ظل استحواذ تركيا على النصيب الأكبر من مياه دجلة والفرات وسيطرة الكيان الصهيوني على منابع المياه في فلسطين المحتلة خاصة وأن الدول العربية التي توجد بها أنهار هي دول مصب أو ممر وليست دول منابع .. وهذا يؤكدأنه نابع من رؤية استشرافية للمستقبل شاء من شاء وأبى من أبى والتاريخ وحده كفيل بأنصاف أولئك الذين خططوا ونفذوا هذا المشروع وقد جاء الرد الحاسم والنهائي وبقدرة قادر على أولئك المشككين الذين طالما شككوا في جدوى مشروع النهر الصناعي العظيم واعتبروه مشروعا فاشا لا قيمة له؛ أولئك الذين لم يتجاوز بصرهم حدود أقدامهم ليس من منطلق بحوث ودراسات علمية وإنما من منطلق أفكار سياسية ضحلة ولست أدري كيف سيكون عليه حال مدن الساحل لولا تدفق مياه النهر الصناعي العظيم من عمق الصحراء في اتجاهها ؟ واليوم تكالبت علينا قوى إقليمية ودولية لنهب ما حبانا به الله فوق الأرض وتحت الأرض من ثروات مائية ونفطية ونحن في سبات عميق، وهذا هو السر من وراء إصرار تلك الدول على إطالة عمر الأزمة الليبية وإعادتنا إلى المربع الأول كلما اقتربنا من الحل ؛ فبالأمس النفط والغاز واليوم الماء والتراب وغدا يصلون حتى للهواء الذي نتنفسه فنحن في حالة حرب شرسة و غير معلنة على المياه والنفط وثرواتنا الأخرى أن الأوان لمواجهتها و لا بد لنا من الانتصار فيها فالويل لنا ماذا تركنا للأجيال القادمة ؟!

■ عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى