مقالات

أصداء

مخاوف السايح وتفاؤل ستيفاني!

بين تشاؤم السيد عماد السايح رئيس مفوضية الانتخابات وتحركات ستيفاني خوري نائب رئيس البعثة الاممية في ليبيا واجتماعاتها المتواصلة مع الاطراف الليبية من أجل الخروج من حالة الجمود التي إعترت المشهد الليبي ، تبدو الكواليس حبلي بالتطورات وتنبيء بسيناريو أممي جديد في التعامل مع الازمة الليبية ، السيدة ستيفاني منهمكة وبقوة في الاعداد لاحاطتها الاولي التي ستقدمها لمجلس الأمن منتصف الشهر الجاري ، لتكون استفتاحها في التعامل المباشر مع الازمة الليبية ، حيث من المتوقع إطلاق دعوة لحوار (جديد قديم) بين الاطراف الليبية تمهيدا للتوافق على تشكيل حكومة جديدة تتولي الاشراف على الانتخابات . مرة اخري نجد انفسنا نعيد طرح الاسئلة التي طرحناها أبان الحوار الاول ، من هم الذين سيتم دعوتهم للحوار ؟ وما هي مؤهلاتهم ؟ وكيف سيتم إختيارهم ؟ وعل هناك ضمانات بألا يحدث في كواليس هذا الحوار ما دار في كواليس الحوار الاول ؟ والأ يكون المال الفاسد المسيطر على مخرجاته ؟ ولا اعتقد أن هذه التساؤلات غائبة عن ذهن السيدة ستيفاني والبعثة الأممية وهي تدرك أن الجولة القادمة لن تكن سهلة ، والتعامل مع الاطراف الليبية يتطلب خبرة وحنكة وحزم ، فجماعتنا خبروا اللعب على الحبال وفي هذا يسأل مبعوثو البعثة الاممية الذين ابتلعتهم الازمة الليبية . واذا كان هذا حال السيدة ستيفاني التي تتحرك بقوة بمعية الغطاء الامريكي متمثلا في السفير نورلاند ، الإ أن السيد عماد السايح رئيس مفوضية الانتخابات لم يخف تشاؤمه مما يدور في المشهد ، فالرجل قريب جدا ويري ما لم يراه معظم المتابعين ! السايح يري أن هدف البعثة هو إجراء الإنتخابات بينما هو يتحدث عن مسائل ستقف عائقا أمام الانتخابات لعل اولها غياب الدستور ، والفوضي الموجودة على الارض متمثلة في التواجد الاجنبي ، وإنتشار المجموعات المسلحة في طول البلاد وعرضها ، والانقسام السياسي ، والتدخلات الاقليمية والدولية التي تسعي لابقاء الاوضاع على ماهي عليه حفاظا على مصالحها . سنظل نترقب منذ اليوم إلي حين تقديم السيدة ستيفاني إحاطتها الأولي أمام مجلس الأمن حول الاوضاع في ليبيا ، إلي من ستميل الكفة وتصدق توقعاته بين السايح المتشائم )وله اسبابه بناء على قراءاته ومعايشته للواقع ( وبين تفاؤل ستيفاني الساعية لتحقيق إنجاز يحسب لها وللبعثة الاممية مستندة على جدار امريكي .

■ عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى