صدور قرار المدعي العام للجنائية الدولية في لاهاي يصدق عليه قول (لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم) فإن القرار قد ساوى بين الضحية والجلاد متناسيا أن دولة فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني منذ حقبة الخمسينات وتعرضت للتهجير والقتل بدم بارد من قبل الاحتلال الصهيوني . لم تحرك محكمة العدل الدولية وكل القوانين والقرارات الأممية ساكنا بينما يتعرض الشعب الفلسطيني ألعزل بكامله منذ عقود للتهجير والإبادة الجماعية وسجن الشباب وقتلهم جهارا نهارا وسجن حتى الأطفال وحرق الأشجار والمزروعات وهدم البيوت الفلسطينية بحجج واهية ودون إنذارات وفي سياسة متعمدة سلطت عليهم عصابة الاحتلال المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال وقواته الأمنية فعاثوا في الأرض الفلسطينية فسادا وأذلوا الفلسطينيين رجالا ونساء وأطفالا منهم من لم يبلغ الحلم بعد. ولم تغن الهيئات الأممية والمنظمات المتمثلة في حقوق الإنسان والطفولة والتعليم وتحقيق العدالة للمظلومين وإهمال مطالبات دول عربية وأممية وإسلامية بفرض عقوبات على العدو الصهيوني الذي شعر بأنه محمي تماما من أن تطاله القوانين الدولية مستفيدا من دعم أمريكا وأوروبا خاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ودول أوروبا الشرقية بفضل ما يمتلكه اللوبي الصهيوني من سيطرة على رجال السياسة والحكم فيها الذي هو وراء الماسونية العالمية التي تتحكم بمقاليد الأمور من سلطة مالية واقتصادية واستخباراتية بلا حدود في العالم كله . وأخير جاءت لحظة مطالبة دولة جنوب أفريقيا لمحكمة الجنائية الدولية بتطبيق العدالة ضد الطغيان والجبروت الصهيوني المستمر والمتصاعد بعد أحداث السابع من أكتوبر, ودولة جنوب أفريقيا دولة محترمة في العالم كله بينما أحجمت الدول الشقيقة والصديقة الإسلامية والعربية عن رفع مثل هذه المطالبة لمحكمة العدل الدولية وأكتفت ببيانات باهتة لا ترقى لمستوى يليق بها، وبعد مفاوضات وجلسات مضنية وتحت الضغط اللوبي الصهيوني وداعميه كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها وبالتوازي مع هبة اتحادات الطلاب العالمية في أمريكا وأوروبا والتي اجتاحت العالم نصرة للشعب الفلسطيني المسحوق تحت الآلة الحربية الصهيونية بدعم أمريكي غير محدود ويحاصر بالتجويع والعطش والقتل ومنع الدواء والعلاج عنه؛ صدرت قرارات إدانة وطلب صدور مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه ولم يدن أي وزير طالب بالإبادة الجماعية علنا؛ كذلك كعملية قطع ملام موجه للإدارة الأمريكية وترضية لهم أدين كل من المناضلين هنية والسنوار والضيف جنبا إلى جنب مع نتنياهو ووزير دفاعه وهذا لعمري أعجب العجب في العدالة الدولية التي تساوي بين الضحية والجلاد حيث تناست أن دولة فلسطين محتلة ومغتصبة وعومل الكيان الصهيوني كدولة ذات سيادة وشرعية دولية . ما يتضح في كل يوم فضائع الصهيونية في قتل الفلسطينيين والإفصاح عنها علنا من قبل الساسة والحكومة الصهيونية بضرورة القضاء على الشعب الفلسطيني وتصاعد الهجمات على المدن الفلسطينية مع الهجمات الجوية والبرية على الشعب الغزاوي والعثور يوميا على مقابر جماعية جديدة مقيدة الأيدي رجالا ونساء وأطفالا، وجرائم عديدة يندى لها جبين الإنسانية، وهذه الحرب كما أعلن عنها لن تتوقف سواء في الضفة أو القطاع أو المدن المحتلة كافة حتى يحقق العدو النصر بإبادة الشعب الفلسطيني كله سواء بالإجلاء أو الموت المحتم. العدالة الوحيدة هي العدالة الإلاهية التي تنص على الجهاد بالنفس والمال وعلى الشعب الفلسطيني كله التدرب على القتال بما أمكن للدفاع عن حقوقه مثلما فعلت الشعوب الحرة اليوم منها فيتنام وجنوب إفريقيا والجزائر وغيرها ، وأن العدالة التي ترعاها الولايات المتحدة والتي قامت على أشلاء الهنود الحمر واستعباد الأفارقة كرقيق منذ عصور والذين ألقوا السلاح النووي على مدن يابانية مثل هورشيما ونجازاكي لا ننتظر منهم عدالة ولا رد حقوق الشعب الفلسطيني المقهور منذ زمن النكبات العربية المتتالية منذ سنة 1948 م . والله المستعان .
■ محمد بن زيتون
