مقالات

كلام على كلام

مهزلة القمة ..!!

لست أدري ما هي الفائدة من وراء انعقاد قمة عربية كل عام ولا حتى كل عشرة أعوام سوى تبادل القبات والتقاط الصور التذكارية ؟! فالنتائج والبيانات في كل قمة هي هي لا تتعدى عبارات الشجب والاستنكار ولا أعتقد في حاجة للتذكير بكيف ذهب الملك حسن ملك الأردن خلسة وتحث جنح الظلام إلى الكيان الإسرائيلي ليخبرهم بموعد ساعة الصفر وعدد القوات بعد أن انتهى اجتماعه مع الأسد والسادات في حرب أكتوبر 1973 وهذا دليل قاطع بأنه لا شيء يجمع بين العرب سوى قاعات الاجتماعات التي يجتمعون فيها كل عام .. صحيح أن الوجوه تغيرت لكن المواقف ما تزال هي المواقف والتطبيع مع الكيان الإسرائيلي اصبح جهارا نهارا بعد أن كان على استحياء وتحث الطاولة ! ففي الوقت الذي انعقدت فيه القمة العربية الثالثة والثاثن في البحرين كانت عدد من القنوات الفضائية في دويات الخليج في بث مباشر مع القناة الإسرائيلية الرابعة يتباهى مذيعوها بهذا الإنجاز غير المسبوق، وفي الوقت نفسه وقادة القمة يتبادلون القبات كانت آلة القتل الإسرائيلية تحصد أرواح المئات من الأطفال والشيوخ والنساء في قطاع غزة ؛ حتى المساعدات الإنسانية التي كانت ترسلها الدول العربية لإغاثة من تبقى من سكان غزة كان يتم إتافها ورميها في صناديق القمامة من قبل عصابات الهمج الصهاينة وقادة العرب يتباهون بتطور عاقاتهم مع العدو الصهيوني على جسر من جثث الشهداء الفلسطينين دون ما خجل ولا ي استحياء !! ففي الدول العربية ترفع الإعام الإسرائيلية ؛ وفي الدول العربية تهبط طائرات العال الإسرائيلية؛ وفي الدول العربية شيدت المعابد اليهودية؛ وفي الدول العربية تجري أكبر عمليات التبادل التجاري مع الدولة العبرية؛ حتى الكعبة المشرفة لم تعد محرمة على اليهود كما كانت ! فلماذا إذن تعقد القمم العربية إذا ما سيأتي يوم تكون فيه إسرائيل عضوا فيها ؟ ارفعوا عنكم الحرج أيها الحكام فلم تعد هناك حاجة لأن تخفوا عنا عوراتكم فقد سقطت عنها ورقة التوت من زمان وأريحونا من مهزلة القمم فهي مسرحية أكل عليها الزمان وشرب .

* عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى