متابعات

في تأبين الفقيد الراحل الأستاذ الهادي الورفلي

جُعَبُ ماجدات وأماجد بلاط صاحبة الجلالة .. تجمُّ بما خلَّف من مآثر !

الفقيد الراحل الأستاذ الهادي الورفلي :جُعَبُ ماجدات وأماجد بلاط صاحبة الجلالة .. تجمُّ بما خلَّف من مآثر !في الثامن عشر من شهر مايو الجاري .. أبَّنَ عُشَّاق الاحتراق في محراب مهنة المتاعب لأجل إنارة دروب المعرفة أمام هواة تحصيلها من وسائل الإعم المقروء ، أحد أشاوس فُرسان القرطاس والقلم الذي رحل عنهم إلى جوار خالقه بعد رحلة زاخرة بالعطاء السخي مع الكلمة الإعلامية االقيّمة والهادفة .. أصبوحة التأبن التي احتضنها مسرح معهد الموسيقي بزاوية الدهماني ، حضرها لفيف من رفاق المرحوم بإذن الله تعالى .. الدكتور )الهادي الورفلي( تقدمهم رئيس الهيئة العامة للصحافة ورؤساء ومديرو ومنسِّقو تحرير الصُحف الصادرة عنها ، ونخبة من الزمء اوالزميت ومدير شركة )نحن( الدكتور رمضان الشريف.. وباقة من صفوة الكتاب والكاتبات .. ومحبيه ومن أهله وأقاربه لتأبن قامة صحفية قدم ياوقته وجهده للعمل الصحفي وكرس حياته لعمل تميز فيه وبدأ حياته كاتباً ومتابعاً في مختلف المطبوعات الصحفية من جرائد وكتب ومجت ا.. الهادي الورفلي الذي تم تأبينه بحضور من رفاقة وأصدقائه والقوا العديد من الكلمات التي عبرت عن مسيرته ومآثره الصحفية ومشاركاته المتميزة عبر رحلة طويلة من العطاء .وقد ألقيت العديد من الكلمات التي كان أبرزها كلمة الدكتور رمضان الشارف مدير شركة )نحن( للتدريب والتطوير الذي عمل فيها الراحل فترة طويلة وكلمة من رفيقه وصديقه ، خالد الديب .. وكلمة رئيس الهيئة العامة للصحافة الأستاذ عبدالرزاق الداهش وكلمة لرئيس تحرير صحيفة الوقت الأستاذ عبدالله خويلد وكان ختام الكلمات من شقيقه نوري الورفلى الذي قدم الشكر والتقدير لكل من كان وراء هذا التأبن الذي يؤكد على عمق الوفاء لشخصية محترمة .. هذا وقد قدم في هذا التأبن دروع وفاء وعرفان للراحل تعبيراً عن عمق المحبة والوفاء والتي كانت من شركة (نحن) للتدريب والتطوير والهيئة العامة للصحافة وصحيفة الوقت مع شهادة تقدير لأسرته .. وتقديراً لهذا الرجل العصامي وماقدمه لصحيفة الوقت التي بدأ معها بالكتابة والمتابعة من أول عدد لصدورها كان للصحيفة متابعة لوقائع هذا التأبن ورصد محتوى الكلمات التي ألقيت من خلال هذه المتابعة ، وفاء منها وتقديراً لشخصه ومسيرته طيلة أكثر من عقدين من الزمن. ومن بن هذه الكلمات كلمة .. خالد الديب .. رفيقه وصديقه.. والتي قال فيها : الصاة والسام على اشرف الأنبياء والمرسلن نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعن. يي قال تعالى : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الذَِّينَ إذَِا أصََابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالوُا إنَِّا لِِلَِّّ وَإنَِّا إلِيَْهِ رَاجِعُونَ ۝ أوُْلَئِكَ عَليَْهِمْ صَلوََاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأوُْلَئِكَ هُمُ اهُْْتَدُونَ [سورة البقرة) 511 ل 511 نقف اليوم بقلوب مثقلة بالحزن ولكنها مملوئة بالحب والتقدير ، نودع فيها والدا غاليا ، ومعلما فاضا ، كان بحرا من العلم ومنارة من الاخاق ينشر النور في دروبنا المظلمة اثرى حياتنا بالمواقف النبيلة والكلمات الصادقة والافعال الجليلة ، لم يكن مجرد رب اسرة بل كان صديقا ومرشدا واخا يحتضن الجميع بقلب كبير ، تعلمنا منه الصبر في الشدائد والشكر في السراء والضراء. لقد كانت حياته ، رسالة حب وسيرته دليل على الايمان والتفاني. ندعو الله ان يجزيه خير الجزاء وان يلهمنا الصبر والسلوان. في رحيله نجدد العهد على السير على نهجه محافظن على القيم التي غرسها فينا. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يغفر له ويرحمه ويجعل قبره روضة من رياض الجنة ، انا لِلّ وانا اليه راجعون وداعا يا ابي الحبيب ستبقى ذكراك نبراسا يهدينا . في ذمة الله ما ألقى وما أجد أهذه صخرة أم هذه كبد قد يقتل الحزن من أحبابُه بعدوا عنه، فكيف بمن أحبابُه فُقدوا أيها الجمع الكريم نلتقي اليوم لا لنتحدث عن خصال المرحوم ولا لنعدد فضائله ولا لنستعرض سيرته العطرة لدى كل من عرفه أو إحتك به فهذه الأمور ليست في حاجة لمراجعة أو تذكير ولا أظن أن أحداً يخالفها أو يشكك فيها. نلتقي هنا الآن لنعبر عن عظيم حزننا وعميق لوعتنا لفقدنا هذا الإنسان النبيل وخسارتنا لهذه القامة الصحفية والثقافية الذي إستمر عطاؤه على مدى أكثر من أربعة عقود معظمها كان خالها في موقع القيادة ودفة ل التوجيه وصدارة المكان . لعمرك ما الرزية هدمُ دار ولا شاة تموت ولا بعير ولكن الرزيُة موتُ حُرٍّ يموت لموته خير كثير .. بالنسبة لي لم أكن أرغب في إلقاء هذه الكلمة ولم أكن أود التوجه بهذا الحديث لأنني -مهما حاولت- لن أفي برصد مسيرة تواصلت نحو نصف قرن، ولن أستطيع أن أعبر عن عاقة لم تشبها شائبة ل طوال هذه السنوات، ولن أتمكن من رصد كل التفاصيل الصغيرة واللمحات الخفية التي كانت بالفعل هي عنوان العاقة بيننا والوثاق الذي ل ربط مسيرتنا المشتركة. لذلك سأترك الماضي وتفاصيله وأتجاوز التاريخ ودقائقه بالرغم من أن الماضي يسكن جوانحي والتاريخ يترأى أمامي في كل لحظة خاصة وأن جميع الأماكن تذكرني به وكل الشوارع والأزقة تنطق باسمه، حتى في بيتي، هنا كان يجلس وهناك كنا نعمل سوياً وهنالك كنا نأكل أو نتسلى بأمر ما. خال مرضه كان يخفي عني معاناته ويسعى بكل جهده لأن أراه طبيعياً وألا تظهر عليه عامات العجز والألم، كان ل يبلغني دائماً بأن التحاليل جيدة وأن صحته في تحسن مستمر بالرغم من الهزال الواضح عليه والتدهور المستمر في هيئته . في لقائنا الأخير في بيته قبل سفره بأيام تحدث معي للمرة الأولى عن الموت وأن الإنسان مهما طالت حياته وأمتدت سيتوقف ذات يوم مردداً قول الشاعر : كل امرىء وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول. استهجنت منه هذا الحديث وأبديت له إستيائي من هذه اللغة التي لم يعودني عليها فيما مضى، وأكدت له بأن معنوياته المرتفعة قادرة على تجاوز الأزمة وأن إيمانه القوي يستطيع أن يساعده على تخطي الحالة والتغلب على المحنة . وفي مكالمة هاتفية أثناء تواجده في المصحة بتونس خال شهر رمضان أبلغته بأننا على أحر من الجمر في إنتظار عودته وأنه إذا تأخر إلى العيد فإنني سأسافر إليه لنقضي العيد سوياً هناك، لكنه خاطبني بالقول : عن أي عيد تتحدث يا صديقي؟ هل تعلم بأنني أتنقل على كرسي متحرك وأن رجلي اليسرى تكاد تكون مشلولة ولا أستطيع التحكم فيها ؟. ذكرته بتجربتي مع المرض وكيف كنت قاب قوسن أو أدنى من الهاك وكيف قاومت آثاره وتداعياته حتى منّ الله علي بالشفاء . قلت له : ألا تتذكر بيت الشعر الذي يقول : رب مريض قد تخطاه الردى فنجا، ومات طبيبه والعوّد ذات مرة قبل سنوات سألني من منا يا ترى سيموت أولاً أنا أم أنت ؟ إستغربت السؤال لكنني أجبته بالقول : لو أنك مت قبلي أتمنى أن أكون فاقداً للذاكرة أو مصاباً بالزهايمر حتى لا أشعر بشدة الفقد ومعاناته، وعندما كنت مريضاً قبل خمس سنوات وأشتد بي المرض ذكّرته بهذ القصة وقلت له: يبدو أنني سأسبقك إلى الدار الآخرة، لكن دارت الأيام وتغيرت الظروف والأحوال لتنعكس الآية وتتبدل الرواية وأفقده وأنا في كامل قواي العقلية. اللهم لا راد لقضائك ولا معقب لحكمك نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون . كلمة د. رمضان الشارف/ رئيس مجلس إدارة وموظفي شركة نحن للتدريب والتأهيل وتنمية الموارد البشرية: إنه لشعور جميل ومؤثر أن نعرف بأننا مجتمعون حول هذا العامل المشترك، وهو حبنا للفقيد الدكتور الهادي الورفلي الحب هو الرابطة التي تُضفي على العاقات قيمتها وتعزز الاتصال ل والتفاهم بيننا. أشكركم على هذا الحب وأتمنى ان يبقي هذا الود والحب لأسرته .. إن حبنا للفقيد يمثل وشاحًا من المودة يلف أرواحنا ، يوحدنا في ذكراه ويقوي أواصر الصداقة والأخوة بيننا. وفي هذا الحب المشترك، نتذكر اللحظات التي قضيناها معاه ونحمل في قلوبنا ذكريات تمنحنا العزاء والسلوى. ليكن حبنا للفقيد والتقدير لمسيرته التي خلدت فينا أجمل القيم والمعاني مصدر إلهام لنا جميعاً لمواصلة الطريق على نهجه الطيب. لقد كان الفقيد أكثر من مجرد زميل؛ إنه كان صديقا حميماً، ومعلماً، ورفيق درب في هذه الحياة. ترك أثراً عميقاً في نفوسنا وسيذكره كل من عرفه بالخير والكرم والعطاء. إن رحيله يترك فراغاً لا يمكن أن تمأه الكلمات، لكن ذكراه ستظل تشع في قلوبنا وتحثنا على السير قدماً بالقيم والمبادئ التي كان يحملها ويعيش من أجلها. إن رحيل رجل الكلمة الصادقة يُعد خسارة كبيرة للجميع، فالصدق هو أساس الثقة والاحترام في عاقاتنا البشرية. عندما يكون  هناك شخص يُقدر لشرفه في الحديث وصدق كلمته، يصبح مصدرًا للإلهام والاعتبار. سنفتقد حضوره ونصائحه، ولكن سنحمل ما تعلمناه منه في قلوبنا وأعمالنا. ذكراه ستبقى منارة لنا نسترشد بها في أقوالنا وأفعالنا، وسنكون دائماً ممتنن للوقت الذي قضيناه معه . نستذكر اليوم جهوده الدؤوبة في التوجيه والإرشاد، وسعة صدره في التحليل والبحث. سيظل اسمه خالدًا في سجات العلم، وذكرياته حية في قلوب طلبته ل الذين بصم فيهم بكرم المعرفة وعظمة الأخلاق. «مع كل شروق شمس وغروبها، ستظل ذكرى صديقنا الراحل محفورة في قلوبنا بحروف من نور. لقد خسرنا اليوم ليس مجرد صديق، بل رفيق درب، وأخاً لم تلده أمهاتنا جمعتنا به أسمى معاني الوفاء والإخاء. كان نبراساً للمحبة والصدق، مرآة للصراحة الحانية، يحتوي الأحزان ويضاعف الأفراح. في كل محفل كان حاضراً بروحه الجميلة، وفي كل أزمة كان سنداً وعضداً . قلة هم الذين يتركون أثراً كاثره ، يزرعون الأمل واليقن حتى في أقسى اللحظات . نودع اليوم صديقا تمتزج ذكراه بأنفاسنا ، وتتوارى صورته في مقل عيوننا قلبه الكبير كان دوماً موطنًا للعطاء، ومنه نستلهم دروس العطف والتضامن سنفتقده في كل كلمة تختفي بن الحروف، وفي كل لمسة ود لا تجد لها مكان ». وقفت عجلة الزمان للحظة صمت رهيبة، إذ نودع اليوم مدربًا فذا ومحترفًا عظيمًا في مجال الصحافة. كان بمثابة صانع مهارة ومعلم حكمة، يصقل الأقام ويشحذ العقول، مسلحًا بالمعرفة وساعيًا في تمكن الأصوات الشابة لتُسمع في رحاب الإعام تطبعت بصماته على جياً بعد جيل من الصحفين الذين ارتووا من منابع فكره وجنوا ثمار توجيهه. نسأل الله أن يمنحه السكينة ويتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وأحباءه وتاميذه الصبر ل والسلوان. لروحه الطاهرة الرحمة، ولذكراه المجيدة البقاء الدائم .

* متابعة وتصوير : بشير جحا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى