الوحدة الوطنية هي مفهوم عام يتعلق دائما بالتماسك والتضامن والتكامل التام بن مختلف عناصر ومكونات النسيج الوطني الاجتماعي داخل أي مجتمع من المجتمعات وفي أية دولة، كما تعني الوحدة الوطنية بشكل أساسي مجموعة من العوامل و المفاهيم التي تشمل عدة أمور نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر التعايش السلمي، أي العيش المشترك بن مختلف المكونات الثقافية والاجتماعية والدينية داخل الدولة في وئام تام وكامل وبكل الاحترام والتقدير المتبادل بينهم. كما تشكل الهوية الجامعة: التي يقصد بها التأكيد على الهوية الوطنية الواحدة الرابطة بن الأفراد و الأرض التي يقيمون عليها وينتمون إليها بالتاريخ المشترك والواحد على نحو يتجاوز كل الانقسامات بمختلف تفرعاتها، أيضا المساواة والعدالة الاجتماعية الكاملة لضمان حقيقي للتمتع بكامل الحقوق و الواجبات العادلة بغض النظر عن الانتماءات السياسيه والعرقية أو الدينية أو الثقافية، والتضامن الذي يعني ضرورة وجود شعور بالمسؤولية المتبادلة ودعم الأفراد الكامل لبعضهم البعض وخصوصًا في أوقات الأزمات والمحن الوطنية دون استثناء. كما أن التعليم، وهنا يقصد به تعزيز الوعي التعليمي بخصوص القيم والعادات والتقاليد الواحدة وأهميتها من خال المناهج والبرامج الدراسية والتربوية الواحدة والمراعية للخصوصيات في مختلف مراحل التعليم، وخصوصا الأساسي و العام منها. وتلعب السياسة الشمولية: التي يقصد بها إشراك جميع الأحزاب والمكونات السياسية والثقافية وكل المجموعات ذات التوجيهات المتعددة في العملية السياسية لتعزيز الوحدة والحوار و التوافق الوطني. يأتي هنا دور وسائل الإعام المتختلفة، يجب أن يستخدم الإعام بكل إيجابية لتعزيز ودعم الشعور بالوحدة الوطنية وعدم الترويج لخطابات الحقد والكراهية أو التفرقة بن أبناء الوطن الواحد . إن المشاريع الوطنية تعني بالضرورة تنفيذ كافة البرامج التنموية والاجتماعية التي تخدم بكل إيجابية الصالح العام، وتشجع دائما على مشاركة الجميع دون استثناء. كل هذه العوامل وغيرها تلعب دورًا في تعزيز وحدة الوطن وتقدم ورفعة ونهضة الباد، في دولة مثل بلدنا ليبيا يوجد بها تنوع اجتماعي وقبلي وثقافي وعرقي، تكتسب به الوحدة الوطنية زخما كبيرا متنوعا وتضفي عليه أهمية خاصة كونها أساس الاستقرار والتنمية و التطور والبناء لليبيا بأكملها. في الختام أين نحن ياترى من هذه الرؤى والأفكار؟!
* الدكتور : عابدين الشريف
