مقالات

طبتم

مُلتقطو الكُراتِ .. ومُشوِّهو التنشئة !

منذُ فترة – ليست بالوجيزة – تراودني فكرة تلسيط الضوء عمَّا أرصِدُ من مشاهد لممارسات (خاطئة) غالباً ما تُصاحب حركات ناشئي فرق الأندية (المسُتضيفة) الذين تعهد إليهم بمهمة التقاط الكُرات التي تُغادر خطوط ملاعب لقاءاتها بُغية إرجاعها إلى أرض الملعب لغرض استئناف اللعب بأسرع وقت ممكن !. هذه الظاهرة (السلبية) المؤسفة التي تعكس بالغ تأثير ما نُفِثَ في قلوبهم )الغضّة( من سموم التعصُّبِ المقيت الذي شوَّه نفوسهم (البريئة) بِقُبْحِ ما ضُخَّ فيها من داء الكراهية والحقد والبغضاء، تفضح فداحة أخطاء النهج غير القويم الذي نسلكه في تنشئة فتية فئاتنا السنية الصُغرى .. فَبدل أن نغرس فيهم جمال وبهاء الأهداف السامية لرسالة (الرياضة) وصفاء ونقاء قيمها السمحاء المرُتكزة على شرف التنافس وما يُثمر من مد أواصر الود والمحبة وجسور التعارف والتآخي والتآلف، نَحقِنُ عقولهم (السليمة) بِأدرانِ نعراتنا التعصُّبية لمؤسسات رياضية لو نطقت للعنت اليوم الذي عرف فيه انتماؤنا إليها، طريقه )العوجاء( إلى جوارحنا لمريضة !. زرعنا فيهم الضغائن على (منافس) أحلناه خصماً بعقليتنا غير السويّة التي لا تُيّز بين (المنافسة) و(الخصومة) ثم صُيّرَ غريمًا، وها هو يضحى عدوا لذوذاً !. أطفال أبرياء أنقياء تستهويهم الرياضية ويستميلهم (شغفهم) بها إلى صقل ما حباهم به الخالق من (موهبة) فَيعهد أولياء أمورهم بهم إلى الأندية الرياضية التي يرتضونها معشوقاً لأجل أن تُعدَّهم لاستلام مشعل تعاقب الأجيال، وإذ بها تُفسدُ أخلاقهم فَتسوء تصرفاتهم وينحرف سلوكهم عن الصراط المستقيم جرَّاء ما تلقَّوه من شحنٍ (آثم) بِخَبيثِ الخِصَالِ على آياٍد غير أمينة !. فَإثر هجر المدربين (التربويين) أروقة الأندية لعدم توفر البيئة الملُائمة للعمل (السليم) وفي ظل غياب – قل انعدام – الإدارات الراشدة الرشيدة، لم يعد فتيان فئة الناشئين في جُلّ النوادي – ولم أقل كلها – في مأمن مما كشفه لكم التسجيل المرئي المسُرب للمُشجع الملُقب ب(فرعون) وهو يُشدِّدُ على مُلتقطيّ كرات مباراة فريق (الأهلي بنغازي) وضيفه (النصر) بضرورة عدم التورَّع عن ارتكاب فعل (الرزالة) على حد تعبيره !. (فرعون) هذا الذي بسلوكه (الشائن) يظنُّ بأنه يخدم مصالح ناديه، موجود في جُلّ الأندية – لا سيما كُبرياتها – فَهي ظاهرة (عامة) وليست وقفاً على ناٍد بعينه .. فَلكُلّ منها (فرعون) بتوجيهه يُطلِقُ المحُيطون بأغلب ملاعب بلادنا، سيقانهم للريح جرياً وراء الكرات عندما تكون فرق أنديتهم (مُتخلّفة) في نتيجة المباراة .. بينما يمشون (الهُوينا) في حالة تقدمها !. آخر ما تفتقت عليه عقول (المتفرعنون) هو رمي الكرات داخل أرض الملعب أثناء سير اللعب عند اتسام هجمة الفريق المنُافس بالخطورة !.

 

 

* إبراهيم الورفلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى