مقالات

على ضفاف الوطن

المفهوم الحقيقي للأمن

الأمن القومي للدول لا يتحقق بالاستعراضات العسكرية أو الشرطية، أو كثرة سيارات الدفع الرباعي في شوارع المدن وعدم احترام المارة أو الإشارات المرورية للفت الانتباه والاستفزاز، لأن مثل هذه التصرفات تندرج ضمن خانة الإرهاب للمواطن ، الذي يفترض انه العنصر الأساسي في تكوين الدولة ، وبأن العناصر الأمنية في كل دول العالم استحدثت لحمايته وتأمينه ، فهو لا يمثل عدوا لها . وقد اتفق علماء السياسة في تحديد مفهوم الأمن على التعريف الذي يقول إن الأمن هو (عدم شعور الفرد أو المواطن بأن حياته أو إحدى قيمه مهددة بأي شكل من الأشكال) ما يعني أن مهام القوى الأمنية باختاف مسمياتها ليس من مهامها فقط حماية موارد الدولة وثرواتها ومصالحها ، والضغط على المواطن وتحديد تحركاته بكثرة بوابات التفتيش والاستيقافات في الأزقة والشوارع ، وما ينتج عنها من ازدحام وضغوط نفسية قد تصل إلى خلق فجوة بن رجل الأمن والمواطن ، وتهتز الثقة بن الطرفن ، وبأن المفهوم الحقيقي للأمن، يتعدى المفهوم الضيق الذي يحصر مهام الأمنين فقط في استعراض القوة وتأمن الشوارع ، ليشمل كل ما يتعلق بحياة المواطن وفي كل المجالات ، بداية من تأمن الأمن المائي ، حيث يجب أن توفر الدولة المياه الصالحة للشراب لمواطنيها ، إلى التعليم و الصحة و الطاقة والأمن الغذائي ، من خال محاربتها احتكار السلع للحد من غاء الأسعار، وتحسن الوضع المعيشي ، والسهر على تطبيق القانون على المسؤول قبل المواطن العادي ، ومحاربة الظواهر الهدامة والإشاعة ، وتجارة الممنوعات وكل ما يتنافى ويتعارض مع القيم الأخلاقية والعادات الاجتماعية في المجتمع ، والاهتمام بالنمو الاقتصادي ، أي أن السياسات الأمنية يجب أن توفر الأمن وأيضا الرفاهية للمواطن حتى يشعر بالانتماء لهذا الوطن ويكون أول المدافعن عن حياضه، لأنه من هنا تنمو بذرة، الوطنية ويكون حب الوطن .

* عون عبدالله ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى