مقالات

تحية وسلاما

أنظمة العهر السياسي

وأخيرا نفذت إيران ما وعدت به، وأطلقت صواريخها وطائراتها تجاه العدو الصهيوني، وازدانت أجواء البلدان العربية بصواريخ كروز، وبالمسيرات الايرانية ذات الطلة البهية، في حين طأطأ حكام العواصم العربية رؤوسهم كالعادة. اما القنوات الفضائية المتخاذلة والمتخصصة في زعزعة الأمن القومي، وضرب استقرار المجتمعات العربية، واسقاط انظمتها، وتدمير مؤسساتها العسكرية، ودعم الحركات الشعوبية والانفصالية، ودعم التطبيع، ومنظمات الرذيلة والانحلال، فقد سارعت كالعادة إلى استضافة القيادات الصهيونية، والشخصيات السياسية الموالية لها من الدول الغربية على الهواء، ومنحها الوقت للحديث كيف ما شاءت عما أسمته (العدوان الايراني على اسرائيل)، وصورت لنا تلك القنوات دولة الاحتلال في شكل حمل وديع معتدى عليه. كما لم يتأخر سلاح الجو الامريكي والبريطاني في تقديم الدعم العسكري الفوري واللامحدود لدولة الاحتلال دفاعا عن أمن مواطنيها كما تقول، وهي التي لم تحرك ساكنا تجاه مقتل أكثر من ثلاث وثلاثين الفا من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب، مما يؤكد إنه لا فرق بتاتا بين الدولة الصهيونية والولايات المتحدة الامريكية، الداعم الرئيس لكل ما من شأنه ان يضعف كل ما هو عربي ومسلم، ولكل ما يعزز قوة وحضور الكيان المحتل. ويسألونك عن الأنظمة العربية فقل: هي لا تعدو ان تكون هياكل عظمية متهالكة، نخرها السوس، ودب فيها الفساد، وشربت من كأس العمالة حتى الثمالة، فلم تعد قادرة على فهم ما يدور حولها، ولا على قراءة واقعها البائس، ولا حتى على تحسس كيانها الهش. وقل أيضا: هي كائنات دون البشر، وفوق بعض المخلوقات الرخوة التي لا طعم، ولا لون، ولا نكهة، ولا رائحة لها، كتل من لحم متعفن، لا دم ، ولا احساس، ولا لون له، ملمسه خشن، ومظهره مقزز، كلما أمعنت النظر إليه صرت أكثر جاهزية للتقيؤ. وقل كذلك: هي لا تعدو ان تكون سجانا لشعوبها، حارسة لمصالح الغرب في بلدانها، تمتهن الفجور في أرذل صوره، وتمارس العهر السياسي مع دوائر الغرب الصليبي، لتنجب لنا اتفاقات ومعاهدات للمذلة والعار والمهانة. هذه هي الأنظمة العربية في شكلها الحقيقي، دون رتوش، ودون مساحيق تجميل تحاول من خلالها اخفاء ملامح قبحها ووقاحتها ونذالتها أيضا.

* أ.د. مسعود التائب
m.eltaiab@zu.edu.ly

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى