مقالات

أبيض x أبيض

روح حرة وجسد أسير

حكاية نضال بمداد الأقلام الحرة المخضبة بدماء الفلسطينيين الممتدة من عام النكبة و توابعه، وإن تعددت الأسماء فالمصاب واحد، قوافل الشهداء التي تصلنا أسماؤهم تباعا والرحمة والمغفرة لمن لم يجدوا صوتا يوصل قضيتهم، فكما يقال (ياما في الحبس مظاليم) و المحبوس مطلوق، مسألة وقت وصبر و إنما الصبر ساعة وإن طال زمنها. من غسان كنفاني الذي حمل شعار لا تمت قبل أن تكون ندا، قبل أن يدرج ضمن
قوائم المستهدفين من قبل الصهاينة قتلة الأنبياء والرسل وناقضي العهود و المواثيق عبر التاريخ يواصل زمن التردي مساره بدعم عالمي يبيح المحظور و يشرعن القتل و الإبادة وكل ماهو ينطق بالحق يوضع تحت مجهر الهدف المستباح و المشروع للكيان الغاصب الذي يقتل من يقاوم ولو بكلمة حق . اليوم تُرصع قوائم شهداء فلسطين شرفاء الكلمة و الأهداف باسم جديد، «وليد الدقة» سجين فلسطيني تدهورت حالته الصحية في سجون الاحتلال، التي أُسر بها منذ عام (1986) و حكم عليه بالإعدام، و لاحقًا خفف الحكم عليه بالسجن 37 عامًا إضافة لسنتين إضافيتين بقضية ضلوعه في قضية إدخال هواتف نقالة للأسرى الفلسطينيين. الدقة يعدّ من أبرز مفكريّ الحركة الأسيرة، كتب العديد من المقالات و الكتب منها (يوميات المقاومة في جنين، الزمن الموازي، صهر الوعي وحكاية سرّ الزيت، رواية لليافعين وحكاية سر السيف، و حكاية سر الزيت) . الشهيد وليد الدقة قضى قرابة ثلثي عمره في سجون الاحتلال و استشهد فيها في
السابع من ابريل 2024 ،جراء الإهمال الطبي المتعمد من قبل زبانية سجون الاحتلال بعد أن تم تشخيصه بمرض السرطان. من مات مبطونا فهو شهيد فما بالك بسجين ناضل لأجل قضية عادلة فكانت روحه حرة وجسده أسيرا، إلى جنات الخلد يا وليد.

* الدكتور: عابدين الشريف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى