حضرت خلال الأيام الماضية محاضرة توعوية .. حول .. الغذاء الصحي والدواء الشافي .. وإلى أي مدى وصل العبث وانتشار الفساد في استيراد الدواء والغذاء . المحاضرة ألقاها أحد الدكاترة المتخصصين في مجال الأغذية وهو من الكفاءات والقدرات الكبيرة المهتمين في هذا المجال ومن الكفاءات المتميزة في مركز الرقابة على الأغذية والأدوية. وخلال هذه المحاضرة عرض الخبير المحاضر الكثير من القضايا ذات العلاقة بالغذاء والدواء.. قوتنا وشرابنا اليومي وكيف يتلاعب تجار الأزمات والسماسرة الذين أكلوا الأخضر واليابس من أجل الثراء وجمع الأموال على حساب قوت الناس وجلبوا الأمراض والسموم.. ولم يراعوا حياة الناس لاخوف من الله ولا مراعاة لهذا الوطن .. أصناف وأنواع من الأغذية والأدوية تستورد وهي خالية من المواصفات التي تنطبق على جودتها وأهميتها .. مواد منتهية الصلاحية فاسدة .. ومع ذلك دخلت للبلاد ووزعت وجمع الفاسدون الذين لايخافون الله الأموال والشعب له رب كريم. من يحاسب ويردع مستوردي الدواء المغشوش والغذاء غير الصالح ومنتهي الصلاحية وغير المطابق للمواصفات والبعض الآخر مهرب والكثير منها مخلوط بمواد حافظة لاتزيد إلا في الداء واستفحال المرض .. بصل مغشوش وأكلناه ، دجاج وكبدة فاسدة وأكلناها .. لحم حمير وأكلناه .. تمور مغشوشة بمواد تم استعمالها بأنها مواد حافظة
وتم تصديرها إلى الخارج رفضتها الدولة المصدّرة إليها لأن بها مواد كيماوية واستعملت كما يدعي من صدّرها وهي لا تنطبق على المواصفات ولا الجودة رجعت كل التمور وتم عرضها في أحد المعارض وتم شراؤها وبيعها بسعر منخفض (وراحت في من اشتراها وتناولها .. ويادار مادخلك شر) . العشرات من المصانع والمجازر والمقاهي والمخابز ومحلات الحلويات تم ضبطها تدار بعمالة أفريقية .. صناديق القمامة أنظف من تلك المحلات .. ولا رأينا أية عقوبة تجاه هؤلاء الفاسدين والتجار المارقين أكثر من قفل تلك المحال وإحالة مرتكبيها للتحقيق .. والذي كان من الواجب أن تطبق في حقهم أشد العقوبات وأمام الرأي العام ليكونوا عبرة لغيرهم . الأمراض عفاكم الله منتشرة في كل المدن والقرى، والموت المفاجيء والسكتات القلبية والتسمم والطفح الجلدي والأكزيما والبواسير والجلطات وكل الأوبئة والأمراض انتشرت في البلاد والمسؤولون يتقاتلون على المناصب والكراسي .. ولايدرون على حال الناس التي ضاقت بها السبل في وطن قدم الآلاف من الشهداء من أجل أن ينعم بالرفاهية والسعادة ولكن خابت الآمال ولم يحظ إلا بعبوس الأيام وانتشار الأمراض وانعدام الأخلاق وانتشار فساد الذمم بلا رقيب ولا حسيب وكل يوم السلبيات متفشية ومنتشرة .. ولا من يحرك ساكناً. الحدود مستباحة والهجرة غير الشرعية زحف دون توقف، التبو والتوارق من السودان وتشاد ومن معهم احتلوا الجنوب وأهل الجنوب بالكفرة وماجاورها من المدن تركوا مزارعهم وبيوتهم ورحلوا للشمال تاركين الجمل بما حمل. فأين نحن مما وصلنا إليه المعاناة والسلبيات المتراكمة بالحالة المستعصية التي ما أن تنتهي حتى تبدأ ولا حلول ولا توقف عن المناكفات والتجاذبات التي قسمت حالة البلاد إلى فرق وجماعات فتكت بزمام الأمور بقوة السلام والمال .. وأصبحت الأمور في تدهور من السيء إلى الأسوأ غرب وشرق وجنوب وأجندات خارجية وتدخلات ليس لها أول ولا آخر والناس لم يعد لها أي دور ولا أي حس ولا كلام .. فإلى متى هذا الوضع وإلى متى هذا الحال ؟!.
* رئيس التحرير