مقالات

أصداء

الأكمة الجزائرية !

لا يختلف عاقان على الدور السلبي الذي تلعبه الجزائر على الساحة السياسية في تعاطيها مع الملف الليبي ، وهذا الأمر ليس بجديد على الحكومات الجزائرية المتعاقبة ليس الآن فقط بل قبل 2011 , حيث كانت الجزائر تعارض اي مشاريع أو رؤى ليبية سواء من خال الجامعة العربية أو الاتحاد الأفريقي. آخر ما تفتقت عنه عبقرية السلطات الجزائرية العمل على إنشاء تكتل جديد يحل محل المغفور له اتحاد المغرب العربي الذي دخل مرحلة الموت السريري منذ سنوات ، الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون دعا لإقامة تكتل جديد يضم باده وتونس وليبيا وموريتانيا ، وترك الباب مواربا لانضمام المغرب لعضويته قائا أن الدعوة مفتوحة للجيران في المغرب للانضمام للتكتل الجديد . الجزائريون قالوا أن الرئيس تبون على هامش قمة الغاز التي عقدت في بلاده اتفق مع الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي على عقد اجتماعات دورية لمعالجة التحديات الأمنية الملحة على أن يعقد أول لقاء في تونس بعد شهر رمضان المبارك ، ولم ينس الرئيس تبون أن يوجه الدعوة لموريتانيا للانضمام لهذا التكتل الذي تعول عليه الجزائر من الناحية السياسية وإن كان بغطاء اقتصادي لعزل المغرب عن محيطها المغاربي وهو ما لم ينكره الجزائريون على لسان تبون بقوله أن المغاربة اختاروا خيارات أخرى . طرح الجزائر يقوم على إنشاء مناطق حرة مشتركة مع تونس وليبيا وموريتانيا ستسهم، حسب الرئيس تبون، في تعزيز التبادل التجاري بن البلدان بإزالة كل العوائق الحدودية والجمركية، وإمكانية تطوير فضاءات للاستثمار داخل هذه المناطق ، وإلى هنا والأمر مقبول ، ولكن علينا كليبين دراسة الأمر بتمعن وألا نكون طرفا في لعبة الاستقطاب التي تلعبها الجزائر في مواجهة المغرب ، ونحن نعلم طبيعة العلاقات بن البلدين منذ ستينيات القرن الماضي ، علينا التمهل في اتخاذ قرارات قد تكون لها بانعكاسات سلبية على العلاقات مع المغرب التي لا ننسي دورها خال السنوات الماضية لحل الأزمة الليبية من خال اتفاق الصخيرات( المعيب) . الجزائر وبعيدا عن الأهداف المعلنة لهذا التكتل فهي تسعى لخلق محور جديد في مواجهتها للمغرب وهي بشكل أو بآخر تجر تونس التي تعاني اقتصاديا لهذا التكتل ، وتلحق ليبيا به وتدعو موريتانيا للانضمام ، وهي تسعى بقوة لأن تكون
الدولة المحورية في المنطقة ، وعلينا قبل أن نتسرع وننضم لهذا التكتل أن نقرأ المشهد جيدا فهناك شيء وراء الأكمة الجزائرية ! ومن يقفون وراء تبون ينسجون لعبة أهدافها بعيدة المدي وعلينا ألا نكون من أدواتها .

* عصام فطيس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى