كنت قد كتبت في مطلع رمضان الماضي وفي هذه الزاوية مقالا بعنوان (رمضان الليبي .. هل لايزال بخير؟) طرحت فيه جملة من الأسئلة والاستفهامات حول الخصوصية الليبية في شهر رمضان المبارك متتبعا مدى تأثر مجتمعنا بمستجدات العصر والمتغيرات المحلية أهم تلك التساؤلات، أين نحن من شهر رمضان الذي نعرف؟ ، هل لازلنا نحافظ على رمضان الليبي وخصوصيته وما تميزت به عاداتنا وتقاليدنا في هذا الشهر الكريم ..؟ التحولات الرقمية وشهر رمضان .. هل سرقتنا من رمضان؟ وحولت أيامه ولياليه إلى دردشة ومقاطع تيك توك ويوتيوب ومنصات وصفحات تواصل (غير اجتماعي) تغرق وتغرقنا في الإسفاف والضحالة الفكرية ..؟، الأسرة الليبية ومدى قدرتها على الحفاظ على الأجواء الليبية لشهر رمضان وترسيخها في أذهان الناشئة ..؟، وغيرها من الأسئلة حول المحتوى الإعلامي الرمضاني ومدى فاعلية المؤسسات التربوية الوطنية في ترسيخ القيم الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني التي ركز بعضها نشاطه في الشهر الكريم في السلال الغذائية وحملات إفطار الصائمين مغفلة مهامها تجاه غرس قيم العطاء والتسامح ونبذ العنف وزرع ثقافة التوادد والتراحم والقبول المجتمعي للمختلف من الأفكار والأفعال التي لا تضر بالدين . وغيرها من التساؤلات التي ينبغي أن نقف عندها في هذا الشهر الكريم .. وفي هذا العام رأيت أن يكون التساؤل أشمل عن رمضان العربي .. هل لايزال بخير..؟ خاصة في ظل ماتشهده منطقتنا العربية من أزمات وصراعات وصعوبات ومشاكل على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية لتجعل من رمضان هذا العام مختلفا في عدد كبير من البلدان العربية ولعل أقسى تلك المشاهد وأكثرها مرارة مانراه يحدث لغزة الصامدة من اعتداء صهيوني متوحش ومايتعرض له أبناؤها من إبادة جماعية ممنهجة غير مسبوقة والتي غيبت بهجة الشهر الكريم عن كامل الديار الفلسطنية وحولت أيامه ولياليه إلى مجالس عزاء ونحيب ؛ كما يشهد بقية عالمنا العربي أزمات اقتصادية خانقة عكرت صفو رمضان في مصر وموريتانيا والمغرب والأردن وكذلك بلادنا ليبيا التي ارتفعت فيها الأسعار بشكل رهيب نتيجة رفع الجهات المختصة من سعر الدولار مع نقص السيولة بالمصارف وأوقع المواطنين في ضيق وحيرة، ولاننسى أيضا مايحدث في السودان واليمن وسوريا من صراعات وقلاقل أفسدت بهجة رمضان وأفقدته خصوصيته .. رمضان كريم وكل عام والجميع بخير.
* الفيتوري الصادق
