السبعونية (Septuagint): سُميت هكذا لأنها تُرجمت بواسطة 70 حبراً يهودياً في 70 يوماً بالإسكندرية. وتعرفها الموسوعة البريطانية بالاختصار (LXX=70) وهي أقدم ترجمة يونانية للتوراة من الأصل العبري. تمت ترجمتُها قرب منتصف القرن الثالث قبل المياد، وأن البقية تُرجمت في القرن الثاني قبل الميلاد. ويذكر بعضُ الكتّاب الغربي ن أن تلك الترجمة كانت تحتوي على مقاطع جديدة لم تكن تحويها التوراة السريانية (العبرية) مثل «خلق المرأة من ضلع آدم» والذي لا أصل له في التوراة السريانية فحطّوا من قيمة المرأة جعلوها تبعاً للرجل وليس نصفاً مكماً له . وأكبر تحريف وضعوه في السبعونية هو «استبدالهم كل لفظة «مصر» و »مصريين» واردة في أصل التوراة السريانية (العبرية) إلى لفظة «قبط» و »أقباط» وكثرت النسخ السبعونية في مكتبات المملكة اليونانية المترامية بعد أن أزالت من طيات قراطيسها اسم «مصر» ووضعت مكانه اسم «قبط» الشهير والمعروف عالمياً. إن مصطلح «مصر» يعني في الأصل (City) أي مدينة تقع في أي مكان في العالم، ولكن مصطلح »Coptis« هو اسم مع ن لشعب مع ن، وهنا يعني الشعب الذي كان يعيش بالتحديد على ضفتي نهر النيل: في الأصل العبري (ים מצר)= مصر- يم (=مدينة) تحولت إلى Αἰγύπτου Egypto = قفط، قبط، جبت، فاختلفت تماماً، واقترن – منذ ذلك الحين – لفظ «مصر» باسم «قفط « ،» قبط» «جبت (Egypt) . وتمثلت تبعات هذا الإسقاط والتحريف في نقل الأحداث التي ورد ذكرها في تراث اليهود من موقع جغرافي مع نّ إلى موقع جغرافي آخر لتحقيق غاية معيّنة. وقد وافق المجلس الأعلى للجالية اليهودية في ذلك الوقت على هذه الترجمة اليونانية على الرغم من سوء تفسيرها وتوسل مترجميها بأعذار لعدم قبولها منطقياً. وكان يهود فلسطين يعتبرونها مزيفة، لكثرة التحريف والزيادة التي أوقعهما فيها النسّاخ، وحسبوا اليوم الذي تمت فيه الترجمة من أيام نحسهم، وهي تحتوي أسفار الأبوكريفا (Apocrypha)، أي غير القانونية. ومن هنا بدأ التحريف في التوراة التي ترجمت من «السبعونية» إلى لغات العالم الأخرى محتفظةً بتحريفها. إذن، نحن الآن نتعامل مع توراة مزورة، ليس فقط لأنها من صنع البشر بدايةً (أثناء السبي البابلي)، بل أن التحريف طالها حتى عند الترجمة (أثناء نقلها إلى اليونانية في العصر البطلمي) .. ولا يزال التحريف مستمراً