محلياتمقالات

وقت إضافي

نازحي غزة وصمة عار جديدة على جبين العرب والغرب

مشاهد النزوح المحزنة والكارثية التي تشهدها غزة، وتتناقلها منذ أشهر وسائل الإعلام العربية والدولية دليل من الأدلة على موت فعلي لما يسمى بالضميرين العربي والعالمي .. تلك المشاهد الموجعة حد الغثيان لنسوة وأطفال وشيوخ يقطعون مئات الكيلو مترات في ليالي الشتاء الباردة وأحيانا تحت الأمطار سيرا على الأقدام وعلى الدراجات والدواب، هروبا من بطش آلة الحرب الصهيونية، تاركين ديارهم المهدمة، ومزارعهم وممتلكاتهم، ومدارسهم، وأعمالهم، وأحياءهم، وكل شيء، بحثا عن الأمان وفرارا بجلودهم من مجازر السفاحين وعديمي الإنسانية وقنابلهم ” الغبية” ليجدوا أمامهم في ديار النزوح ملاجئ مكتظة، ومفتقرة لأبسط مقومات الحياة فيقع الكثير منهم ضحايا الأمراض والأوبئة ، وفي تصريح لرئيس منظمة الصحة العالمية، (تيدروس أدهانوم غيبريسوس) حذر فيه من الوضع الصحي المتدهور للنازحين معلنا أن هناك ارتفاعا في عدد الأمراض في جميع أنحاء غزة (مضيفا) أن ملاجئ الأمم المتحدة سجلت نحو 136.400 حالة إسهال، و 55.400 حالة عدوى بالقمل والجرب، و 126 حالة التهاب سحايا.(في حين قالت (جولييت توما) الموظفة بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا() إن الكثير من النازحين من قطاع غزة “يعيشون في العراء، وفي الحدائق”. ولقد أعرب رئيس الوكالة (توماس وايت) مرارا عن قلقه من أعداد النازحين المتزايد ولقد جاء في إحدى مناشداته “أصبحنا مثقلين بأعداد النازحين، الناس في كل مكان، لكل 125 شخصاً يتوفر حمام واحد، ولكل 700 مكان استحمام واحد. يمكنك أن تشعر بالرطوبة بسبب الأعداد الكبيرة المكتظة في المدارس”. معبرا في وقت لاحق عن استيائه الشديد من الدول ال 16 التي انسحبت من الوكالة وأوقفت مساعداتها، وجعلت الوكالة في حالة عجز عن مواصلة أعمالها وقد تتوقف نهاية شهر فبراير الجاري.. وبعيدا عن تقارير وأرقام ومناشدات لجان الإغاثة، يظل ما نراه ونشاهده من مقاطع وتسجيلات حية لأطفال غزة وهم يموتون من الجوع وانعدام الغذاء ونساء من عوز الماء يغسلن ثياب أسرهن على شاطئ البحر، ومسنين في خيام مبللة يتوجعون من قلة الدواء وقد تقطعت يهم السبل وزادهم الوضع الكارثي سقما على سقم. يظل كل ذلك وغيره من مآس وأوضاع كارثية لأكثر من 2.5 مليون فلسطيني أكبر وصمة عار على جبين العالم وجبين جبناء الحكومات العربية المتخاذلة، والشارع العربي المغيب والجيوش العربية النائمة في وحل الهزيمة، والمنظمات والمؤسسات العربية والدولية التي تدعي مناصرتها ودفاعها عن حقوق الإنسان أينما كان . هاهو الإنسان الفلسطيني يتعرض لأكبر عملية إبادة وتهجير قصري وتعذيب ممنهج دون أن تكون لبيانات الاستنكار والشجب أي تأثير على الحملة الصهيوأمريكية المدعومة أوروبيا والسائرة قدما من أجل استكمال المخطط الذي انطلقت من أجله .. اللعنة على الجبناء وعديمي الإنسانية.. والمجد والخلود لغزة.
* الفيتوري الصادق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى