محلياتمقالات

نبض الحنين

تساؤلات ...؟

من خلال حضوري للعديد من المؤتمرات والندوات العلمية وورش العمل، تبز ملاحظات من بعض الحاضرين بأن نتائج تلك المناشط تبقى أدراج المكاتب، ولا يستأنس بها ذوي الاختصاص ،عند رسم السياسات أو اتخاذ القرار. لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل نتائج تلك المناشط جاءت من خلال دراسات، وأبحاث معمقة ،أخذت بالمنهج العلمي الذي يناسب طبيعة الدراسة ؟ وبالتالي احتوت على نتائج تفيد ذوي الاختصاص ؟ أم هي مجرد سرد للمشكلة بعيدة عن التحليل، والتحميص واستنباط الحلول العملية ؟ إن الدراسة التي لا تقود إلى اكتشاف ليست دراسة. والبحث الذي لا يقود إلى إختراع ليس ببحث . فالتفكير هو الزناد الذي يقدح صوان الذاكرة ويشعل سراج العقل كما يقول ديكارت (أنا أفكر إذن أنا موجود) من خلال الدراسة أكتشف نيوتن الجاذبية، وهي موجوده قبله . ومن خلال البحث أخترع أديسون الكهرباء بعد عديد المحاولات البحثية ولم يصف في مذكراته إنه فشل أكثر من مرة، وإنما قال : اكتشفت عديد المحاولات لا تؤدي إلى اختراع الكهرباء … إن الدراسة التي لا تجيب على السؤال لماذ ؟ ليست دراسة. والبحث الذي لا يجيب على جملة الاستفهامات ليس بحثا ترجى منه نتائج. إن الاستفهام هو الذي قاد نيوتن إلى اكتشاف الجاذبية من خلال السؤال .. لماذا سقطت التفاحة إلى اسفل ؟ فجاءت ثمرة الإجابة باكتشاف الجاذبية. لعل السبب المباشر في تدني قيمة بعض الدراسات والبحوث هو عدم اختيارها لمنهج البحث المناسب ،فالكثير من البحوث والدراسات أخذت الجانب الوصفي، دون تحليل المشكلة والغوص في أعماقها ،فصارت تلك البحوث والدراسات تقريرية وصفية ،بما في ذلك نتائجها، ومن ثم لا يستفاد بتلك النتائج ، لذلك يجب أن يلم الباحث بمناهج البحث ،كي يكون بحثه ذا قيمة علمية وبعيدا عن النمطية التقريرية، الذي تصف المشكلة دون تحليلها وأكتشاف خباياها ،ومن ثم وضع الحلول المناسبة لها ،فكتابة البحث ليس توليفا لأفكار الغير ،ولا تأليف من بنات الأفكار، وإنما هو تحليل معمق للمشكلة واستنباط الحلول الناجعة … عند ذلك يمكن لوم المسؤول حين يغفل عنها …

* الدكتور. خليفة العتيري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى