محلياتمقالات

على ضفاف الوطن

لماذا البحر الأحمر؟

ترى ما الذي جعل أمريكا ودون سابق إنذار
تحرك آلتها الحربية تجاه البحر الأحمر لمواجهة
الحوثيين .. ؟! وهل الحوثيون يشكلون خطرا على
الأمن القومي الأمريكي..؟! وما هي الدوافع وراء هذا
الاهتمام الأوروبي الأمريكي سياسيا واعلاميا وإنشاء
هذا التحالف الدولي الرهيب وشن هجمات على
مجموعات مسلحة في اليمن تفصلها آلاف الأميال
عن الحدود الأوروبية والأمريكية؟
الحجة التي يسوقها الأمريكيون أن مجموعة
أنصار الله الحوثية تعرض حركة الملاحة في مضيق
باب المندب للخطر !! وهنا يبرز سؤال آخر هل حجم
عمليات الحوثي يستحق أن ترمي أمريكا واوروبا بكل
ثقلها السياسي والعسكري وتوظف آلتها الإعلامية
وتستنفر كل دول المنطقة لهذه المواجهة؟
أم أنّ وراء هذا الاهتمام أهداف أخرى غير
منظورة؟
في تصوري أن أمريكا ومن ورائها بريطانيا والتبع
من دول المنطقة ، ما كان يهمها إن تتوقف الملاحة
في البحر الأحمر أو حياة من يعبرونه وإنما هي
فرصة ساقتها لها الأقدار كانت تبحث عنها لإلهاء
الرأي العام الدولي وصرف أنظاره عن جرائم العدو
الصهيوني وما ترتكبه قواته من مذابح وحرب إبادة
ممنهجة ومخطط لها في غزة ضد الشعب الفلسطيني
تحت مظلة ورعاية البنتاجون !!
وبالتالي فإن هذا التصعيد من قبل أمريكا
وبريطانيا في الضفة الجنوبية للبحر الأحمر هو في
حقيقته تغطية على الجرائم اليومية التي ينفذها
العدو الصهيوني في غزّة، ومحاولة أمريكية للخروج
من الإحراج الكبير الذي تتعرض له إدارة بايدن في
أوساط الشعب الأمريكي الرافض للمذابح بحق
الفلسطينيين، وبذلك تعتقد واشنطن أن تنفيذ سلسلة
من الهجمات في البحر الأحمر ، وفتح جبهة حرب
أخرى من شأنها أن تخفف من الضغط الإعلامي
على (حكومة النتن ياهو ) ، وفرصة أيضا لإسكات
بل إجهاض أية مقاومة قد تظهر في المنطقة
ضد العربدة والصلف الصهيوني في القرى والمدن
الفلسطينية وإطلاق يد القوات الصهيونية وتفردها
في منطقة الشرق الأوسط .. وفي اعتقادي أن هذا
التجاهل الأمريكي الأوروبي المقصود لما يجري في
غزة ، وكل المواقف المخزية من رعاة الديمقراطية
وحقوق الإنسان كما تسوق له الآلة الإعلامية الغربية
والأمريكية ، يظل رغم قذارته غير مستغرب إذا
ما عرفنا أن الكيان الصهيوني الذي أنشيء بدعم
بريطاني أمريكي هو في الأساس مشروع استعماري
وقاعدة متقدمة للدفاع على مصالحهم في المنطقة
العربية ، لكن الأمر المستغرب هو موقف ما يسمى
بجامعة الدول العربية ودول المنطقة وانقيادها
غير المشروط وتنافسها غير المسبوق للدفاع على
الرغبات الأمريكية وسياساتها الاستعمارية المعادية
لتطلعات المواطن العربي والمصالح العربية والأمن
القومي العربي !!
إلا أني قد كفرت بهذه الأمة الخانعة !!
*عون عبدالله ماضي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى